كانت ومازالت الطماطم أو «البندورة» أو «الأوطة» أو «الطماط» كما نسميها في الكويت، هي الشيء المفضل الذي لطالما استخدمه كثير من المحتجين في بعض الدول لقذف مسؤولي بلادهم، تعبيرا عن رفض سياساتهم أو قراراتهم وذلك لرخص ثمنها ولليونتها، حيث لا تؤذي «الطماط» ولا تؤدي لإصابة من يقذفون بها إلا نادرا جدا، ولكن في حالة ارتفاع سعرها بجنون كما هو حصل منذ أيام، فأظن أنهم سيتوقفون للأبد أو مؤقتا عن استخدامها للاحتجاج ضد المسؤولين، أما إذا انخفضت أسعارها فسيستمر الأمر كما هو، أي تكون «الطماط» الوسيلة المفضلة لرمي المسؤولين والسياسيين في حالة الاحتجاج على سياساتهم وقراراتهم.
في اسبانيا هناك مهرجان سنوي للطماط، يتقاذف المحتفلون فيه بالطماط، ويستخدمون كميات كبيرة جدا وهائلة منها يوم المهرجان لدرجة قد تصل إلى أن يسبح المحتفلون في بحر من الطماط وذلك كما نشاهد في وسائل الإعلام المختلفة، وربما يقوم هؤلاء هذا العام بـ «الغاء» هذا المهرجان السنوي للطماط وذلك بسبب استمرار ذيول الأزمة الاقتصادية لديهم أو ربما يقومون بتصديرها مجانا كهدية تعاطفا مع سكان المناطق التي ارتفع فيها سعر الطماط بجنون وذلك رأفة بحزنهم الكبير على انتهاء أيام رخص الطماط.
لا أدري ما الذي سيجري لو استغنى الناس عن أكل الطماط فهل ستحدث كارثة او مجاعة مثلا؟ أم أنهم لن يستطيعوا الأكل نهائيا دون طماط؟ وهل تستحق الطماط كل هذه الضجة المفتعلة الأخيرة على سعرها رغم أن الطماط تعتبر في مجتمعات عديدة من الفواكه غير الضرورية؟
ويا أيها الذين تتذمرون من ارتفاع سعر الطماط، امتنعوا عن شرائها «تمططوا» احتجاجا وحزنا حتى عودة أسعارها إلى طبيعتها، ولن تعود مهما «تمططتوا» وامتنعتم وحزنتم أيها الناس غير الطبيعـيين ولا تريدون أن تكونوا دائما وأبدا إلا كذلك.
[email protected]