مخلد الشمري
أجزم وأبصم «وأحلف» بكل شيء، بأن تلك الاثارة اليومية والمهازل السخيفة التي يفتعلها هذه الايام بعض نواب البرلمان في ايام عطلة البرلمان هي اثارة تافهة وساذجة «ومصطنعة» لا قصد ولا هدف منها سوى لفت الانظار والانتباه «لهم» على قاعدة - انا اهدد وأصرخ و«أزايد» وأزبد، إذن انا افهم وموجود - فلم يحدث ان قرأنا أو سمعنا عن مثل هذا الكم الهائل وغير الطبيعي وغير المنطقي و«السخيف» من التهديد والوعيد والتجريح للوزراء والمسؤولين، ولكل شيء بالبلد في ايام عطلة البرلمان التي تكون ايامها - عادة - فرصة لمراجعة الأنفس والمواقف، وللراحة - لنا - من متابعة ما يجري في اغلب جلسات البرلمان.
المضحك، والمصيبة في نفس الوقت، أن أكثر من يصرخ ويرعد ويزايد ويزبد هم اثنان من الذين استجوبوا - جورا وظلما - وزير الصحة السابق، ويحاولان هذه الايام ظلم وزيرة الصحة الحالية بنفس الاسباب غير المنطقية التي ظلموا بها الوزير السابق، وهي اسباب لم يكن للوزيرة الحالية وللوزير السابق لوزارة الصحة، اي دور في وجودها، وان كان الدور المهم والرئيسي والكبير في ايجاد وخلق اي فوضى وترسيخ للفساد في اي وزارة او مؤسسة حكومية يعود لكثير من اعضاء ونواب مجلس الامة في فصوله التشريعية المتعاقبة، من الذين لا عمل او هدف من وصولهم للبرلمان سوى «خلق» الفساد وصنعه وترسيخه وجعله قدرا مسلما به في كل وزارات وشركات ومؤسسات الدولة، حتى تحولت حياة اغلب المواطنين الى جحيم بفضل هذه الفوضى!