في اعتقادي ان السبب الرئيسي للاحداث الفوضوية التي مررنا بها منذ ايام وما شابهها من احداث فوضوية في السابق هو هذا الفائض المضر من الحرية الذي تحول الى علة يستخدمها البعض اسوأ استخدام لدفع بلدنا ومجتمعنا الى المجهول ولخبر كان.
والسؤال الضروري والملح الذي يطرح نفسه بقوة هذه الايام هو ان لم تستخدم القوة في مثل ظروف هذه الايام، لفرض القانون، فكيف ستتمكن الدولة من فرض القانون في البلد؟ وهو سؤال يجب ان يطرحه ويوجهه اي معترض على استخدام القوة لفرض القانون، الى سلطات وحكومات اهم واعتق الدول تحضرا وتقدما وديموقراطية في العالم، عندها سيعرف هؤلاء المعترضون وبكل بساطة، ان العدالة من دون القوة نتاجها الضعف، وان القوة من دون عدالة نتاجها الظلم ونحن في الكويت لا نعاني الظلم نهائيا، اقصى ما يتمناه ويحلم به اغلبية المواطنين هو قوة شبه صارمة في تطبيق القانون حتى لا تذهب هيبة وقوانين الدولة وأمنها وامانها وعدالتها واستقرارها في خبر كان.
اما المعلومة غير الجديدة لكنها مهمة، لجميع ان يعلمها ويتذكرها، فهي ان الديموقراطية نظام حياة جميل اختارته المجتمعات الديموقراطية العريقة بهدف الوصول لحياة معيشية افضل يحترم فيها المواطنون القانون وتكون فيها الكفاءة هي معيار الاختيار الوحيد، ولأجل ذلك قدمت تلك الشعوب تضحيات عديدة لاجل الوصول الى تلك الحياة الفضلى التي تقدم لهم، حياة كريمة مقارنة ببقية شعوب الارض وفوق ذلك يدفعون رسوما وضرائب باهظة من جهدهم وعرقهم لاجل المحافظة على تلك الديموقراطية التي تؤمن تلك الحياة الكريمة، ونحن في الكويت نتمتع بتلك الحياة الكريمة وربما افضل منها دون تعب كبير ودون تضحيات ودون ضرائب، والمطلوب فقط هو وقفة جماعية صادقة وعاقلة مع الانفس والضمائر لنشعر بقيمة ما ننعم ونتمتع به من حياة كريمة قبل ان تصبح تلك الحياة الكريمة والرفاهية العظيمة في خبر كان. وصدقوني بحساب الربح والخسارة نكون وطنا ومجتمعا وديموقراطية رابحين اشد الربح من استخدام القوة لتطبيق القانون وفرضه فرضا.
[email protected]