مخلد الشمري
مستحيل ان تتصفح اي جريدة محلية في اي يوم من ايام السنوات البرلمانية العجاف - المستمرة لهذه اللحظة - دون ان تقرأ عن وعيد وعن تهديد باستجواب، سواء كان هذا الوعيد والتهديد «جديا» في اقل الاحوال، او «خرطي بخرطي» او للاستهلاك المحلي او للاستهلاك غير الآدمي في اغلب الاحوال، حتى اصبحت حياتنا استجوابات في استجوابات - مع الاعتذار لمسلسل درب الزلق - والشرهة ليست على هؤلاء المهددين الدائمين الهمامين بالاستجوابات، ولا على هؤلاء الناخبين - السذج - الذين يضحك عليهم المهددون الدائمون بالاستجوابات قبل كل انتخابات بل الشرهة على الصين وكوريا الجنوبية واليابان، والذين لو انشغلوا قليلا بمتابعة استجوابات وفناتق نوابنا لما اخترعوا كل تلك الاختراعات!
اذا كانت هناك فعلا 55 ألف معاملة، أكرر 55 ألف معاملة، أكرر خمسة وخمسون ألف معاملة طلب علاج في الخارج، تنتظر في وزارة الصحة كما صرحت بذلك مؤخرا السيدة وزيرة الصحة لاحدى الصحف المحلية، اضافة الى هذا الكم الرهيب من الناس الذين يراجعون ويترددون يوميا على مستوصفات ومستشفيات وعيادات الدولة الحكومية والخاصة، فهذا معناه، اما ان اغلبيتنا الساحقة مرضى، او جمبازية، او جمبارضى - اي مرضى وجمبازية في نفس الوقت - فهل يعقل ان كل شخص يعاني من النشلة او الكحة او لا يعاني اي مرض يطلب العلاج في الخارج؟ ولم لا؟ فنحن نمر في اصعب الايام التي تمر على مجتمعنا.
ينتقد - دون حق - بعض الكتاب زملاء لهم من الكتاب الآخرين من الذين لا يوافقونهم الرأي والتفكير والتوجه - وانا من هؤلاء الآخرين - بأنهم يكتبون في مقالاتهم «شخابيط» ولم لا؟ فنحن في عصر الارهاب بجميع اشكاله وانواعه، فحتى في الكتابة يريد البعض ان يجبر البعض الآخر على تحديد ما عليه ان يكتبه فاما مدح رخيص ونفاق يملأ الزاوية، واما ان نكتب ما يقوله ويكرره نوعية من بيزنطيي البشر، وذلك بعد ان اصبح هذا القول المكرر مهنة من لا مهنة لهم من المحدود تفكيرهم للغاية!