استمتعت بتاريخ 16 ديسمبر الماضي بمشاهدة الحلقة الاخيرة والاستثنائية لبرنامج المذيع الاميركي الشهير لاري كينغ، وهو برنامج «لاري كينغ لايف» الذي استمر تقديمه على قناة «سي.ان.ان» الشهيرة لاكثر من 25 عاما متواصلة دون انقطاع، استضاف فيه آلافا من الشخصيات العالمية المعروفة وتفاعل مع الكثير من الاحداث الشهيرة التي مرت على العالم.
اشتهر المذيع المخضرم لاري كينغ بعدم التحضير المسبق لمقابلاته، اي انه كان يرتجل الاعداد لها، وتميز اسلوبه بالهدوء وبالسهولة وبالبساطة، بحيث تمكن دائما من انتزاع اسرار ضيوفه بإرادتهم وبانسيابية دون انفعال الضيف ودون ان يشعر بأي اسف على «البوح» بأي اسرار او على «النطق» بأي معلومات خلال البرنامج، مما اهّل برنامجه لتحقيق اعلى نسب المشاهدة في مرات كثيرة جدا خلال 25 عاما من عمر البرنامج.
كانت الحلقة الاخيرة يوم 16 ديسمبر لطيفة ومتميزة جدا عبر فيها كثيرون عن مشاعرهم الجميلة والطيبة للمذيع لاري كينغ الذي شكر وقدر لهم ذلك واستقبل كل اطراء وكلمات مدح وثناء بتواضع كبير، كما اتصل به خلالها مودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما، واتصل كذلك الرئيس الاسبق بيل كلينتون اللذان قدما التحية والتقدير لعمله الاعلامي الطويل والمتميز، وتمنيا له حياة سعيدة وحظا سعيدا، كما اتصل به حاكم ولاية كاليفورنيا الممثل الشهير آرنولد شورازنيغر الذي ابلغ لاري كينغ بان الولاية سمت يوم 16 ديسمبر الذي اذيعت فيه آخر حلقات البرنامج بيوم لاري كينغ في ولاية كاليفورنيا، هذا غير آلاف رسائل الـ sms التي بعثها المشاهدون قبل واثناء عرض الحلقة يعبرون له عن مشاعرهم ويعلمونه انهم سيفتقدونه كأحد افراد عائلاتهم، وهي مشاعر تبرز بوضوح نجاح لاري كينغ وعبقريته الاعلامية الفذة وانسانيته التي جعلته يتبوأ هذه المكانة المميزة في قلوب المشاهدين.
ان اهم درس يتعلمه من يريد التعلم من خبرات وتجارب الآخرين الناجحين هو ان التواضع والمثابرة والاخلاص للعمل وللمهنة هو الذي يجعل الشخص ناجحا ومتميزا وليس اي شيء آخر، لهذا على كل اعلامي او مذيع مستجد الا يدخل في صراعات دائمة على المناصب، فلاري كينغ عمل لمدة 50 عاما اي نصف قرن كمذيع اي ابتدأ مذيعا وانتهى مذيع، خاصة اننا نسمع ونقرأ كثيرا هذه الايام في بلدنا ومنطقتنا عن اعلاميين ومذيعين لم تتعد سنوات عملهم وخبراتهم 5 او 7 او 10 سنوات ونراهم يتحدثون بغرور كبير وغير معقول عما يسمونه تجاربهم الاعلامية.
[email protected]