مخلد الشمري
بدء السيمفونية السنوية، وظهور الكتابات والمطالب الموسمية - السخيفة وغير المعقولة - التي يكتبها ويطالب بها - دون حق - سنويا نفس النوعية من الاشخاص، وذلك لإقرار ما يسمونه بعطلة الايام العشرة الاواخر من رمضان بادعاء التفرغ لأداء العبادات، وكأن أداء العبادات لا يكون إلا بإجازة، مع ان العمل ايضا «عبادة»، هذا ان كان هؤلاء المطالبون الموسميون بعطلة العشرة الاواخر يعملون اصلا بضمير وبأمانة في وظائفهم التي يتقاضون عليها الرواتب في رمضان أو في غيره من أشهر!
بدء الهيجان والتدافع - الذي لا داعي أو معنى له - للتسوق ولشراء السلع الغذائية وكأنه لا أكل أو شرب أو طبخ أو نفخ الا في رمضان، مع ان هذا التدافع والهيجان يجعلان الطماعين والجشعين يرفعون ويزيدون ويضاعفون أسعار السلع المرتفعة بجنون أصلا بسبب غياب وانعدام الرقابة على الاسعار واللامبالاة، وربما بسبب التواطؤ الذي لا ندري ان كان مقصودا أو غير مقصود بين الموردين، وادارة شؤون المستهلكين ومعهم اتحاد الجمعيات التعاونية الاشتراكية العظمى، والاغرب من ذاك وذلك هو ان هؤلاء الطماعين والجشعين والمستغلين الذين لا يزيد طمعهم وجشعهم الا في رمضان يكونون أول الصائمين والقائمين.
بدء الاعلانات عن مسلسلات المقاولات والبرامج الرمضانية السخيف أغلبها الساحق، وبدء الاعلانات الهائلة عن تنظيم الدورات الرمضانية - لتمرير وقت الصيام - في كرة القدم والجنجفة والـ play station أيضا، خاصة ان تلك الاشياء أصبحت أهم طقوس رمضان في العقود الاخيرة في الدول العربية الاسلامية والكويت بالذات!
أما بالنسبة لي شخصيا، فرمضان عندي لا يختلف عن أي شهر آخر في السنة، حيث انني لا أجامل ولا أمثل ولا أدعي التدين والورع، ولا أتابع البرامج والمسلسلات، ولا اشترك في الدورات، ولا أتناول الطعام بإسراف أو أتسوق بشراهة، والأهم من كل ذلك لا أزور الديوانيات، ولا أحضر أو ألبي العزومات والغبقات والمناسبات في رمضان وفي غير رمضان.