مخلد الشمري
ماذا يعني ان يقوم كثير من اولياء امور الطلبة بالبحث عن «مدرسين خصوصين» للاتفاق معهم قبل ان يبدأ العام الدراسي؟ بل اتساءل دائما: هل قول الشاعر احمد شوقي «كاد المعلم ان يكون رسولا» ينطبق فعلا على الاغلبية الساحقة جدا من معلمي هذه الايام «الرديئة والخائبة» تعليميا، الذين اتخذ معظمهم من التعليم مهنة ووظيفة، اما لراتبها الممتاز او للعدد الطويل جدا وغير المنطقي وغير الطبيعي لأيام الاجازات وعطل المدارس او لممارسة تجارة الدروس الخصوصية غير الاخلاقية لابتزاز وشفط اموال الاسر، المحدود وربما «المنهار» الدخل المالي لأغلبها، تلك الدروس الخصوصية التي لا معنى او تفسير لانتشارها في البلد الا ان مدارس الكويت لا تقوم بتعليم الطلبة وان داوموا بها كل صباح، او ان اغلب اعضاء هيئة التدريس بالمدارس - وغير المدارس - غير مؤهلين بصورة حقيقية ليقوموا بتلك المهمة النبيلة والمقدسة، وان حازوا شهادات بذلك هي اليوم «ليست معيارا» حقيقيا لكفاءة الجودة والمستوى.
ثم ما الفائدة من صرف الدولة كل تلك الاموال الهائلة على عملية التعليم التي - ان تفاءلنا وهما - لا تخرّج سوى طلبة اشباه اميين؟ وما الفائدة من التعاقد سنويا مع اشباه اساتذة ومعلمين ومدرسين يصلون للبلاد وفي رؤوس اغلبهم فكرة وحيدة هي ممارسة تجارة الدروس الخصوصية بل بيع العلامات والدرجات العلمية؟
ان اكبر الجرائم واشد المآسي وقمة الفوضى، ذلك الاستسهال الكبير الفج وهذه اللامبالاة العظيمة المؤسفة والمخزية مع كل ما يدمر التعليم، وقبل ذلك هذا التراخي الواضح والتغاضي المتعمد المشين عن افعال مشينة يمارسها بعض من يمتهن التعليم، والذين لا اعتقد ان الشاعر احمد شوقي قصدهم ببيت شعره الشهير الذي اشك كثيرا في أنه كان سيقوله وسينطق به وسيطلقه لو عاش هذه الايام وشاهد تصرفات كثير من معلمي هذه الايام.