مخلد الشمري
هؤلاء والمجانين الذين يقودون سياراتهم بأقصى سرعة وبكل وقاحة وتهور وجنون في «أخطر نصف ساعة بالعالم» وهو نصف الساعة التي تسبق موعد الافطار، و«الذين» لا مانع لديهم من أن «يتسبب» تهورهم وجنون سرعتهم على الطرقات والشوارع في قتل انسان بريء، لا ذنب له سوى ان حظه التعس اوجده بذلك الوقت على طريق واحد مع هؤلاء الحقراء والمجانين والمتهورين الذين ينطلقون بسياراتهم «كالصواريخ» بحجة سخيفة هي الوصول لمنازلهم في موعد الافطار، ليتمتعوا ولينعموا بالأكل مع أهاليهم، حتى ان كان ذلك التمتع سيتحقق على حساب مقتل انسان بريء ستظل عائلته بالتأكيد تعاني طوال العمر من مأساة فقدانه.
وهؤلاء الموظفون العموميون الذين يشتكي منهم كثير من مراجعي الوزارات والدوائر الحكومية التي لها علاقة بمصالح الناس والذين يعاني المراجعون من «ثقل» و«خياس» نفسياتهم عند التعامل معهم لأي سبب من الأسباب، وذلك بحجة انهم «صائمون»، وفوق ذلك يحاولون وبأخبث الطرق ان ينفروا المراجعين حتى لا يعودوا لمراجعتهم في رمضان.
وهؤلاء الذين يخرجون علينا بالاسطوانة السنوية المشروخة، وهي ضرورة منح الايام العشرة الاواخر من رمضان اجازة، واقرارها كعطلة رسمية لتزيد العطل عطلة، وكأنهم المسلمون الوحيدون في هذا العالم الذين يصومون او يقومون الليل او يحرصون على صلاة القيام، أو كأن انتاجهم الوظيفي في الأيام العادية يعادل ضعف انتاج اليابانيين والألمان.
نعم، ليس هناك ما هو أسوأ من «اتخاذ» ركن من اركان الدين ذريعة لارتكاب جرائم مرورية، او ذريعة للكسل او ذريعة ظاهرة لمآرب خافية.