مخلد الشمري
عندما يسألني سائل ما من هؤلاء الاشخاص القلة الذين لهم اهمية في حياتي - والذين لا يتعدى عددهم عدد اصابع اليد الواحدة - عن سبب قلق او وحدة او اكتئاب او انتحار كثير من الكتّاب المشهورين في العالم، اجيبهم دائما بأن الكاتب الانجليزي العظيم «جورج اوريل» كتب يوما ان عامة الناس هم الذين يحتفظون بقواهم العقلية بسبب عجزهم عن الفهم.
وعندما اتساءل دائما بيني وبين نفسي عن سبب حبي وعشقي الكبير للوحدة وللانفراد الممتع والطويل مع نفسي، اتذكر دائما جملة «هجرني الجميع لأني هجرت الجميع» التي كتبها الكاتب النمساوي الرائع «توماس برنارد» في روايته الاكثر من رائعة «صداقة مع ابن اخ فيتغنشتاين».
وعندما وجدت ان معاناتي الطويلة في هذه الحياة مستمرة حتى هذه اللحظة رغم اني في بداية العقد الخامس من عمري، اتذكر انني قرأت يوما ما في مجلة ما ان الكاتبة الانجليزية المنتحرة فرجينيا وولف كتبت يوما جملة «كم اعاني وكم اعاني وكم اعاني ولا احد يعرف كم اعاني».
«لابد ان اعترف» باني بالغت كثيرا في حياتي متجاوزا كل قدراتي، ولكني فعلت ذلك بكل اللامبالاة المُرْضِيَة حيال نفسي وسأهلك عاجلا ام آجلا ولكن عندما افكر بالموت يبقى كل شيء عندي مدعاة للضحك وللسخرية.
تلك الفقرة هي تعبير عن المختصر المفيد لوصف حياتي وهي فقرة كتبها وذكرها ايضا الكاتب النمساوي الرائع توماس برنارد، ايضا في روايته الرائعة «صداقة مع ابن اخ فيتغنشتاين» - لهذا فإني لن انتحر مثل ما فعلت الكاتبة الانجليزية المنتحرة فرجينيا وولف او على الاقل لا افكر حاليا بالانتحار.