مخلد الشمري
لا أعتقد ان الهجوم «المبرمج» والظالم على وزيرة التربية الذي ابتدأ ومازال منذ لحظة توزيرها، هو فقط لإبعاد المرأة الكويتية عن المناصب العليا والقيادية، بل هو تطبيق لقاعدة «من فرعنك يا فرعون، قال ما لقيت أحد واقف امامي». كما انه ترسيخ للمثل الكويتي «من أمرك قال من نهاني».
فالوزيرة الرائعة نورية الصبيح الحديدية «بعملها» والقوية «بثقتها بنفسها» التي كرهها ويكرهها وسيكرهها كل شخص ماقت وكاسر للقانون وكاره لنفسه وللنظام وللعدالة قبل ذلك، وكل من استقصدها وبتعمد، منذ اليوم الأول لتوزيرها بتصريحات عقيمة وتافهة ومتجنية ودون حق من قبل كثير من النواب، اضافة الى تحريض النواب عليها من هؤلاء الكثيرين الذين يعملون في وزارتها، لكنهم لا يستطيعون العمل والتأقلم مع «بيئة عمل صحية» فرضتها قوة شخصية الوزيرة، وهم الذين يعرفونها أشد المعرفة بأنها متفانية ومخلصة و«مطبقة للقانون» في كل الأمكنة والمدارس والادارات التي تبوأت فيها الوزيرة «أم عادل» المسؤولية والقيادة في سنوات عملها الطويلة في وزارة التربية التي تعرف خباياها ومشاكلها وفوضتها ومكامن فسادها، أشد المعرفة.
لقد كتبت كثيرا وكتب غيري في مقالات سابقة، أن ما يحدث من عجائب وغرائب نيابية لا يمكن تفسيره - إلا - بأنها حرب مبرمجة على كفاءات الكويت «لتدمير» الكويت اداريا، بكل ما يتبع هذا التدمير من ظهور لشواهد الفساد، وهي كثيرة ولا يمكننا حصرها، ويعرفها الجاهل قبل المثقف والمتعلم تعليما حقيقيا في البلد.
اما هؤلاء النواب الذين يرددون ويعتبرون دائما أن التجريح الظالم والهجمات الظالمة هي ضريبة يجب ان يدفعها كل من يريد ان يتبوأ منصب الوزير والمناصب القيادية العليا في الحكومة فأقول لهم مصححا لخطأ، وليس ناصحا لهم، إن مثل هذا القول غير منطقي وهو دليل واضح وضوح الشمس على انهم لا يدركون الحد الأدنى من متطلبات العمل السياسي، والأداء البرلماني، بل اني وبكل شجاعة أقول: ان من يفكر ويردد ويجاهر بمثل هذا التفكير «لا يصلح» نهائيا لأن يكون جزءا من سلطة تشريعية مهمة، وظيفتها ان تشرع للبلاد، لا ان يعتبرها هؤلاء النواب المبرمجون وكل من يؤيدهم - بسذاجة - سلطة «يختبئون» وراء حصانتها لطعن ولتجريح ولظلم العباد، والوزيرة يبدو انها اليوم على رأس قائمة العباد، الذين يستقصدهم النواب المبرمجون، لكنهم لن يستطيعوا، والأيام المقبلة ستؤكد ذلك.