مخلد الشمري
حياة مضطربة دائما ولكنها مقبولة، هذا تقريبا حال كل الأيام التي عشتها في العقود الأربعة التي مضت من عمري حتى هذه اللحظة التي تقرأون فيها مقالي هذا، ان كان أصلا هناك احد يقرأ ما اكتب في زمننا الرديء هذا الذي تبدو فيه القراءة والكتابة هواية المجانين او عابري السبيل او المعقدين ان احسنا النية بحكم هؤلاء الذين لا يقرأون على من يقرأ ليثقف نفسه ثم يكتب من خلال ثقافته ثم ينشر ما يكتب وتكون نتائج هذا النشر وتلك القراءة والثقافة والكتابة اكتساب مزيد من الاعداء والحساد.
ان اصعب شيء على المرء هو ان يجد شخصا يتحدث اليه ويفهمه ويساعده وتكون محظوظا جدا في هذه الحياة ان وجدت مثل هذا الشخص، ولا افشي سرا ان كشفت أني كنت محظوظا بالعثور على مثل هذا الشخص، الذي أتمنى ان يمنحني فرصة اخرى لأحدثه وليفهمني و«لينتشلني»؟
لقد تخلصت تماما من الأوهام ولم اعد اؤمن بالمدينة الفاضلة، ولكني اؤمن بأن من بإمكانه مساعدتي على النهوض «سيمنحني» فرصة وأعده بأنها ستكون الأخيرة.