مخلد الشمري
بدأت في الشهر الماضي الحملة السنوية الكبرى لتدمير البيئة الصحراوية بالكويت، وهي عادة التخييم السنوي في البر التي يدمر فيها أغلبية المخيمين ما تبقى من بيئة صحراوية برية «سلمت» من التدمير في السنوات السابقة، حتى أصبحنا لا نشاهد، الا نادرا، كثيرا من النباتات والحيوانات البرية، والتي انقرضت من الوجود في صحراء وبر الكويت.
عند المجتمعات المتحضرة في هذا العالم، ونحن وأغلب مجتمعات منطقة اقليمنا بالتأكيد لسنا من تلك المجتمعات، يمارس البشر في تلك المجتمعات المتحضرة عادة التخييم أو الـcamping للراحة والاسترخاء والبعد عن ضوضاء وازعاج وصخب وضغط المدينة، فيحاولون قدر المستطاع عدم استخدام الأدوات المنزلية الكهربائية والالكترونية والأثاث والسيارات وغيرها من أدوات المدنية، الا في اقل الاحوال، ليشعروا بأكبر كمية حقيقية من الراحة والبعد عن حياتهم في المدينة، اما عندنا فننقل كل ما بداخل بيوتنا ومنازلنا الى المخيم، فنبدوا وكأننا فقط انتقلنا من منزل الى منزل دون أي شعور ولو بسيط بلذة وبمتعة مؤقتة بالتغيير في روتين حياتنا المملة جدا جدا، وفوق ذلك نغادر أرض المخيم أو بالأحرى «ڤللنا» ومنازلنا البرية الفخمة دون القيام حتى بمبادرة شخصية «صغيرة» راقية بأخذ مخلفاتنا وزبالتنا معنا أو تنظيف مكان المخيم حتى لا ندمر ما تبقى لنا من بيئة برية صالحة للتخييم مرة أخرى.
فيا أيها المدمرون السنويون للبيئة البرية، لا نريد منكم فهم أو شرح معنى ظاهرة الاحتباس الحراري أو ظاهرة التصحّر ولا نريد منكم ايجاد حلول لظاهرة اتساع ثقب الاوزون، لكن ما نريده منكم «فقط» هو تنظيف اماكن مخيماتكم من زبالتكم ومخلفاتكم حتى لا يأتي اليوم الذي لا تجدون فيه مكانا صالحا للتخييم، ثم تصبحون لا تشاهدون المخيمات الا بالأفلام.