مخلد الشمري
كانت وزيرتنا نورية الصبيح رائعة وحازمة وصادقة «وواثقة» ومقنعة في كل شروحها وردودها على محاور الاستجواب الذي قدمه ضدها نواب أشك في ان الاصلاح او توجيه الوزيرة لأخطاء في وزارتها كانا هما أهم أهدافهم من توجيه هذا الاستجواب الشخصاني «بامتياز» لها، والذي ما كان ليرقى ان يطلق عليه صفة استجواب لولا - وللأسف - ان اللائحة الداخلية لنظام مجلس أمتنا، تعطي لكل خزعبلة وهرطقة يبادر بتقديمها البعض كاستجواب «صفة» الاستجواب.
فالوزيرة أم عادل، منصفة وحقانية وعادلة في ادارتها للوزارة تماما كالصفة التي اطلقتها اسما على ابنها البكر «عادل» وقبل هذا وذاك وكل شيء هي مصلحة حقيقية وليست كأفلام الخيال العلمي - يسندها - في طريق اصلاح وزارة التربية الطويل والمرير والعسير والمليء بالحواجز التي يقيمها من تضرروا من اصلاحها - معرفة تامة - بأسرار الوزارة وبكل شبر وزاوية ومتر وحجر و«جحر» بالوزارة، ويسندها ايضا كاريزما رائعة وشجاعة وقوة ونوعية وشخصية يمقتها ويكرهها ويتحاشاها ويحقد عليها ويهابها - فقط - هؤلاء الفوضويون الدائمون والمخترقون العظام للوائح وللنظم وللعدالة وللقوانين ولحقوق مواطنين - مظلومين - يمتلكون الكفاءة ولا يمتلكون واسطات أو قرابة أو معرفة بأعضاء مجلس الأمة أو متنفذين كبار!
لهذا يحق لي ان اقول وأقارن وأجهر بأن الوزيرة نورية الصبيح قيادية ووزيرة حديدية و«رجل» دولة وقبل ذلك امرأة كويتية متألقة ورائعة أقنعتنا شخصيتها وثقتها الكبيرة بقدراتها وطمأنتنا ردودها في الاستجواب بأنها فعلا قادرة على اصلاح التعليم وعلى ارجاع الوزارة الى اهلها وكفاءاتها بعد ان اختطفت وحولها البعض الى أوكار للفوضى وللشلل وللجواسيس وللوبيات وللتصيد، تماما كما طمأنتنا في صيف 1990 اللاهب والأسود تصريحات المرأة الحديدية، ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة وحبيبة الكويت والكويتيين مارغريت تاتشر بأن الكويت ستحرر وستعود لشعبها قريبا جدا رغم أنف من اختطفها وخربها ودمرها وكل من يسانده ويحبه وهلل له ورفع صوره، فكانت تلك التصريحات هي الأمل الساطع والماء المنعش البارد المثلج الذي وقع على قلوبنا وأنفسنا في عز صيف لاهب ومظلم لن يعود.