مخلد الشمري
الأغلبية الساحقة من أبناء الكويت متفائلون كثيرا بأن عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «سيكون» عهد خير وبركة على الكويت، كما كانت في عهود الأمراء السابقين، و«سيكون» عهد انفتاح وإصلاح «حقيقيين» على كافة الأصعدة، «فشخصية» سموه هي الوحيدة في هذه الأيام «القادرة» على «فرض» الإصلاح و«وقف» التجاوزات على القوانين ووقف «الأعراف» التي يريد البعض من الذين «استغلوا» تجاذبات مسرح السياسة المحلية، ان يجعلوها تعطيهم وحدهم حق السيطرة على ما لا يملكون.
أوجدت الأحداث التي مرت بها دولتنا في العقود القليلة الأخيرة نوعا من التساهل والتراخي، واللامبالاة في المجتمع، وهو تساهل وتراخ دفع المواطنين الشرفاء الى الظن والاعتقاد بشبه انقطاع الأمل بالإصلاح او ايجاد حلول نهائية للمشاكل الداخلية المزمنة، وبالذات تلك المشاكل التي تتصل بالشأن اليومي لحياة الناس وبالخدمات وبالتعديات على املاك الدولة، حتى وصلت الامور لأن يعتقد الكثيرون ان مجرد دوامهم في اعمالهم هو فضل منهم على الكويت، رغم قبضهم رواتب وأجورا لا يحلم بها اغلب سكان هذه الارض!
إن ما نتمناه في الذكرى الثانية العزيزة لتولي صاحب السمو مسند الإمارة والحكم هو بدء العمل الحقيقي لإعادة الأمور بالوطن العزيز الى نصابها ولمسارها وطريقها الطبيعي والصحيح، «دون إعطاء الفرصة» نهائيا لمن يريد تدمير الكويت بالتمكن من ذلك ولو قليلا، ودون اعطاء الفرصة لمن يريد «ان يستمر» بولائه للقبيلة وللطائفة وللحزب وللجماعة، بالاستفادة من مقدرات وخير الكويت، لأن هذا العهد هو عهد الولاء والعمل والشفافية، وعهد الصرامة والانفتاح و«الإصلاح»!