مخلد الشمري
كان الهدف الرئيسي وربما الوحيد الذي تأسست وأوجدت من أجله البدعة التي تسمى «الجمعيات التعاونية» هو بيع الناس بضائع بأقل من اسعار الاسواق والبقالات، ولكن في ظل تحكم وسيطرة البعض على الاغلبية الساحقة من ادارات الجمعيات التعاونية بسبب الانتخابات «تحولت» هذه الجمعيات - وللأسف - الى مرتع للاستفادة الشخصية و«لمستنقع آسن» لتهييج القبلية والطائفية والفئوية بين افراد المجتمع، «أما الأسعار» فهي في آخر العمل والتفكير والأولويات ولولا المساهمة «الاجبارية» التي من دونها لا يتمكن ساكن المنطقة التي تقع بها الجمعية التعاونية من التصويت بانتخابات الجمعية لما ساهم، ولما تبضع أو تسوّق بأغلب الجمعيات التعاونية الا نفر قليل!
ان إلغاء تلك الجمعيات التعاونية التعيسة - نهائيا - هو افضل حل للسيطرة على الاسعار، وبالتالي انخفاضها، حيث ان الكثير والعديد من الاسباب «غير الطبيعية» التي يفتعلها ويختلقها ويشترطها المسيطرون على أغلب الجمعيات هي التي اشعرت الناس بأن زيادة الاسعار هي زيادة غير طبيعية، حيث يقوم التجار تلقائيا باضافة قيمة «الاتاوات» والاشياء غير المنطقية وغير الطبيعية الى الاسعار، ويكون المواطن والمقيم هو المتحمل الأوحد والضحية الوحيدة للعبة القط والفأر بين التاجر والجمعيات التعاونية.
سافر اكثرنا الى اغلب دول العالم ولم نشاهد ما يسمى بالجمعيات التعاونية حتى في الدول التي «اشتهرت» بوجودها فيها في الماضي فلماذا توجد مثل هذه الجمعيات التي لا يوجد مكان للتعاون سوى في أسمائها في دولة رأسمالية وذات اقتصاد حر ومفتوح مثل الكويت، التي أسست وأوجدت في مرحلة ما جمعيات تعاونية لتكون نواة لتعاون ولتعاضد ابناء المنطقة التي تقع فيها الجمعية؟
هذه الجمعيات ما لبثت ان تحولت - وبسرعة - الى مكان يفرق الناس وينفرهم وهي آخر مكان يدعو للتعاون والتعاضد والاستفادة المشتركة وانصهار ابناء المجتمع، بل أصبحت مركزا للفساد الاداري والمالي، وللاثراء المشبوه والسريع على حساب المواطنين!