مخلد الشمري
شجاع وصادق جدا النائب «المتزن» علي الراشد في تقديمه للاقتراح الجريء بإلغاء قانون منع الاختلاط في الجامعات والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات الخاصة، فذلك القانون فاشل ومعيب ومتخلف و«صعب التنفيذ»، لا يطبقه على أنفسهم حتى هؤلاء الذين دفعوا لاقراره أو صوتوا أو فرحوا لاقراره وهم متأكدون في قرارة أنفسهم من أنه لا سبيل لتطبيقه في الكويت الدستورية «المدنية» وذات التوجه شبه العلماني!
فوق ذلك لن يستوعب أي شخص واقعي وعاقل كيف يكون الاختلاط في التعليم، خصوصا في التعليم العالي هو «دعوة» للفساد وللفجور، ويهيئ الاجواء الفاسقة والشيطانية، مع ان الفسق والفجور في كل العصور والأماكن هو «خيار شخصي» بحت ونية شخصية بحتة، بل واني اجزم بأن شخصا عاقلا ومتزنا ومحترما لن يغريه شيء ولن يميل الى الفسق والفجور حتى لو عاش كل حياته في ظل ما يسمى بالاجواء الشيطانية، فما بالك بطلاب علم يعيشون في ظل اجوائهم العائلية، وفوق ذلك لا أظن أبدا أن هناك عائلة واحدة تحث بتعمد افرادها وابناءها على الفسق والفجور حتى لو كانت هذه العائلة قمة في التحرر!
ان الاختلاط موجود في أقدس بقعة اسلامية، ويحدث اثناء فريضة الحج ذلك الركن المهم في الاسلام كما ان الاختلاط موجود في كل نواحي الحياة الاجتماعية، في الاسواق والطرقات وفي السفر وفي المرافق العامة وفي كل اماكن العمل تقريبا بالكويت فلماذا يكون «سوء النية» هو فقط الاساس الوحيد الذي تعمل من خلاله فئة واحدة بالمجتمع تحمل فكرا دخيلا لم يكن نهائيا من افكار المجتمع المتعددة، وتريد هذه الفئة من خلاله السيطرة والهيمنة التامة على مجتمع كويتي وسطي معتدل يختلط في شؤونه العامة من الألف الى الياء؟!
ان بناء الثقة بين افراد وأجناس وأطياف ومكونات المجتمع هو الاساس المهم لبناء مجتمع تقل به الظواهر الاجتماعية الشاذة وإلغاء قانون منع الاختلاط سيساهم بقوة وكثيرا في بناء هذه الثقة، بل وسيكون المكون الاكبر والصانع الاكبر لهذه الثقة!