مخلد الشمري
مر على هذه الحياة عدد هائل وكبير من البشر، ولدوا وعاشوا وماتوا بها دون ان يتركوا أثرا ودون ان يشعر بهم أحد، وهذا شيء طبيعي جدا، مقابل ذلك هناك نسبة قليلة من بشر هذه الحياة غرست أسماؤهم وطبعت في صفحات التاريخ بأفعالهم النبيلة والعظيمة والطيبة، ورفيق الحريري واحد منهم كتبت اعماله وافعاله وانسانيته العظيمة ومشاعره النبيلة وخصائله الحميدة الطيبة اسمه بأحرف عريضة مضيئة ومشعة وبارزة بين اسماء هؤلاء الطيبين العظام.
لقد شابهت افعال رفيق الحريري قولا جميلا يقول - ان القلوب الطيبة لا تباع في الاسواق، بل تولد مع البشر - وربما كانت ظروفه الحياتية بالبداية هي من سرعت به ليبادر فورا عند بداية ثرائه بمساعدة الناس وبتعليم الطلاب الفقراء والمحتاجين وبفك الضيق والضنك عن كثير من البشر، وبالتأكيد يوجد اشخاص مثله في هذا العالم يمتلكون قلوبا طيبة ومشاعر انسانية نبيلة، ويفعلون مثل افعاله الطيبة، ولكن هل يوجد بين هؤلاء من انتهى نهاية مفجعة وأليمة مثل تلك النهاية التي انتهى اليها محسن كبير وانسان عظيم كريم وسياسي محنك صادق اسمه رفيق الحريري الذي بذل حياته في سبيل مجتمعه ولأجل حرية وطنه؟
كان رفيق الحريري حلما جميلا قبل ان يكون سياسيا كبيرا، وانسانا نبيلا طبق اغلب ما تدعو له الانسانية من افعال واعمال، لذلك لم تهمل عدالة السماء قضية قتله الشنيعة، وسيأتي بالتأكيد اليوم المشهود الذي ستقتص منه العدالة وستنقض بكل شراسة وقوة على هؤلاء الذين قتلوه وفجروه وظلموه، سواء عن طريق المحكمة الدولية، أو عن طريق العدالة السماوية نفسها.
التي ربما تمهل القتلة اليوم ومنذ يوم الجريمة، ولكنها لن تهملهم مهما اعتقدوا هم بذلك وبوقاحة.