مخلد الشمري
هل يمتلك مجتمعنا القدرة على النهوض؟ باستثناء هؤلاء الفرحين والمستفيدين من استمرار حالة شبه الفوضى التي نعاني منها، ليس سرا كبيرا أو اكتشافا عظيما إن كتبت وذكرت أن الأغلبية الساحقة - تقريبا - من مواطني البلد في أي مكان وفي كل بيت أو ديوانية، بل وفي أثناء كل حديث جدي وصريح بين شخصين يتساءلون تقريبا هذا السؤال الوحيد والمكرر والمتشابه حتى وإن كانت صيغة طرح هذا السؤال مختلفة باختلاف القدرات البلاغية والثقافية.
قيمة هذا السؤال أكبر من كل قيمة يتصورها أفراد المجتمع، رغم ان اجابته سهلة جدا هي بكل سهولة خيار بين «نعم» و«لا» وهما كلمتان صغيرتان وقليلتا الأحرف، ولكنهما كلمتان تحددان شكل العيش مستقبلا بوضوح، بين شكل ايجابي يتمناه كل وأي مواطن ايجابي وشريف، وشكل سلبي لا يريده أو يتمناه الا هؤلاء الذين يفرحون ويستمتعون بالعيش في وسط المياه الآسنة والملوثة والنتنة ويستفيدون من الأجواء الفاسدة.
نعم تمتلكون الإجابة عن السؤال، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد أو بيت الداء، ولو وضعنا المزاح والغشمرة جانبا وهناك بعيدا، يكون السؤال الأكثر أهمية من السؤال السابق هو: هل تمتلكون رغبة، أكرر رغبة صادقة وحقيقية بالنهوض؟ وهل بإمكانكم دفع فاتورة شخصية ليست بباهظة أو غالية لينهض وليقوم من جديد وطنكم الحبيب والغالي والطيب الكويت، وبالتالي يتقدم ويتطور مجتمعكم مرة أخرى، إن اعتبرنا جزافا اننا تعثرنا بعد تقدم وتطور.
أجيبوا ولا تتهربوا من قول الإجابة إن كنتم لا تريدون فعلا استمرار حالة شبه الفوضى التي نعاني منها، خصوصا اننا نمر بأيامنا وبمناسبتنا وبأفراحنا وبأعيادنا الوطنية التي تصل فيها الروح والمشاعر الوطنية الى الذروة والى القمة في نفس كل مواطن ايجابي وشريف.