مخلد الشمري
الفقر وما أدراك ما الفقر، لمن لا يعرف هو آفة الآفات ومشكلة المشكلات وأم وأب وجد مشاكل هذا العالم، خاصة اذا ترادف الفقر مع سلب للحرية وانعدام للعدالة، فذلك يجعل الفقراء أشد فقرا وبؤسا وأكثر حقدا وخطرا، ومادام بقي الفقر وازداد الفقراء في هذا العالم، لا يمكن ان يبقى أحد مرتاح وهانئ في هذه الدنيا، وأولهم كانزو الأموال دون إحساس بالغير، ودون مبادرة بأي فعل رحيم وكريم وخير، وقبلهم مصاصو دماء الفقراء من عديمي الرحمة والضمير والأخلاق والصفات والمشاعر الانسانية النبيلة.
لو تركت للناس حريتهم المشروعة في الحياة، لأكل ولتعلم ولتطبب ولعاش كل الناس بقناعة، رغم زيادة عدد سكان العالم زيادة هائلة عاما بعد عام، ولو تعاون بشر هذه الحياة في كل الأوقات فيما بينهم، كما يفعلون فقط في وقت الكوارث والمآسي الطبيعية وغير الطبيعية لقلت كثيرا جدا أعداد الفقراء والمحتاجين والمعوزين، وبالتالي تقل فرص سيئي النية والذين يستغلون ظروف الفقراء وعوزهم وحاجتهم، لتجنيدهم ولتحويلهم الى شياطين ومجرمين وارهابيين بعد غسل أدمغتهم وشحنها بالأكاذيب، وبالحسد وبالحقد وبالانتقام، دون تمييز، من كل بشر العالم الطيبين وغير الطيبين!
ليعلم الكل ان كل بقعة جغرافية في هذا الكوكب، بها خيرات تجعل في أدنى الاحوال كل من يعيشون عليها يستمرون في الحياة والعيش، ولكن من يحجز ويمنع وصول هذه الخيرات عن الناس، هم فقط هؤلاء المستفيدون من تحويل الناس الى فقراء ومحتاجين ومساكين وبؤساء، لهذا فإن من يرد المساعدة في القضاء على الفقر واعتباره من الماضي او على الاقل تقليله في هذا العالم، فعليه التزام انساني بمساعدة الشعوب الفقيرة لمقاتلة وازالة من يمنع وصول خيراتها اليها، ورمي من يسرق ثرواتها في مزابل التاريخ، عندها لن يضطر اي انسان للبحث عن قوته في مزابل ومحارق وحاويات النفايات كما نرى في كثير من المشاهد المحزنة!
«فقللوا» الفقر تنعموا بالراحة، والعكس اكيد وليس صحيحا فقط.