مخلد الشمري
ضحك: جملة غير مفيدة وغير مفهومة اطلاقا هي جملة «المطلوب وقف قرار ازالة الديوانيات حتى لا نقضي على عاداتنا».
قالها احدهم في ندوة عقدت قبل أيام في ديوانية مخالفة لأحدهم، للاعتراض على قرار ازالة المخالفات! وهي جملة شدتني طويلا وآلمتني كثيرا وفوق ذلك جعلتني «أكركر» و«أفطس» وأدمع من الضحك والأسى على ضحالة فكر كثيرين منا يعتبرون ازالة ديوانية مخالفة هو قضاء على عاداتنا، التي لو فهمتها على انها عادات مخالفة للقوانين والنظم وعادات الاستيلاء على الأراضي والأملاك العامة، لكانت هذه الجملة جملة صحيحة وصادقة وعفوية، لكنها بالواقع وللأسف جملة محزنة أشد الحزن وقبلها مضحكة أشد الضحك.
لعب: «وينه من زمان» هذا الهمام الذي نصح واعتقد وظن ان نصيحته الفارغة للارهابي أسامة بن لادن ستجعله يعود عن منهجه الأعوج ويغادر طريقه الأظلم فورا، ولماذا لم ينصحه بتلك النصيحة قبل تدمير «خراب تورا بورا، أو في الفترة التي كان يدير خلالها بن لادن باطمئنان استثماراته وأعماله ومصنعه للسكر في السودان، ويسكن بڤيلا معلومة العنوان على ضفاف نيل الخرطوم، تلك النصيحة التي كانت بالتأكيد ستصل اليه بالفاكس حتى لو كانت الصحف الكويتية لا توزع في الخرطوم، أم ان الناصح يعلم ان كهوف أفغانستان المجهولة العناوين مزودة بالماء والكهرباء والرفاهية وبأحدث أجهزة التكنولوجيا، لذلك نصحه هذه الأيام، مع انه متأكد بأن نصائح هذه الأيام متأخرة ولا فائدة لها ولا قيمة لها حتى لو وصلت وتقبلها وطبقها بحذافيرها بن لادن وصحبه و«من والاه ومن سكن بالكهوف معاه»!
جد: هل نحن في الكويت «بحاجة» الى زلزال نفسي وعقلي ليعرف كثير منا بصدق أي منقلب انقلبوا اليه في ادراك مصلحة وطنهم؟
سؤال نوجهه فقط لكل من يعرفون ومتأكدون في قرارة أنفسهم بأن هذا السؤال موجه لهم، الا اذا كان هؤلاء الذين نقصدهم بهذا التساؤل أصلا لا يعرفون ماذا يريدون من أنفسهم فكيف يعرفون مصلحة بلدهم أو على الأقل معرفة ما هي أدنى واجباتهم تجاهه!