مخلد الشمري
الحق الدستوري، الذي استخدمه صاحب السمو الأمير بعد صبر طويل، أنهى صراعا بيزنطيا طويلا ووضع جميع المواطنين امام اختبار حقيقي للمسؤولية، خاصة ان منطقة اقليمنا غير مستقرة بل وتغلي، وبلدنا على مفترق طريقين لا يتشابهان، فإما شبه الفوضى الدائمة سياسيا واجتماعيا والتي ستضر الجميع ولن يستفيد منها سوى أقلية من الناس في صورة غير قانونية في أغلب الأوقات، وإما بداية لإصلاح حقيقي يؤسس لبنية قوية لإصلاح دائم ستتحطم على صخرته وهيبته مستقبلا كل الأشياء والأمور والبلاوي التي أدت للفوضى وللاحتقان وللتأزيم.
واذا كان حل مجلس الأمة رغبة شعبية فرح لأجلها كما يبدو أغلب المواطنين فإن على أغلب المواطنين أنفسهم ان يجيئوا ويأتوا بنواب، يعمل أغلبهم على تغليب مصالح الوطن على مصالحهم الشخصية ويكون أغلبهم على قدر المسؤولية، حتى لا نعود مجددا وقريبا جدا لنفس الظروف اللاعقلانية واللامنطقية التي وبسببها فرح أغلبية المواطنين مضطرين لحل المجلس.
ومن يمتلك قدرة ولو صغيرة على فهم وتحليل الأمور وبعد ان يتمعن جيدا في نظام الدوائر الخمس الجديد، يتأكد ان أمورا ووقائع كثيرة ستتغير في نتائج الانتخابات القادمة، وأكثر كثيرا جدا من المعتاد الذي تعودنا عليه، وكنا نتوقعه بسهولة ما بعدها سهولة.
فيا أيها الناخبون انقذوا مجتمعكم ومجلسكم وموطنكم من نواب التأزيم والاحتقان والهذيان والمصالح الضيقة الخاصة، واعملوا بصدق مع أنفسكم لايصال رجال دولة ورجال مؤسسات حقيقيين يعملون للصالح العام الذي سيرفع شأن وطنكم ومجتمعكم ومعيشتكم، واتركوا عنكم وتجاهلوا نهائيا هؤلاء الذين أوصلوا بلدنا لحالة شبه الفوضى واختاروا الأفضل الذي تزخر به قبائلكم وأحزابكم وطوائفكم وأحزابكم ان كنتم حتى هذه اللحظة وحتى هذه الانتخابات لا تستطيعون الافلات من ضغوطات واحراجات قبائلكم وطوائفكم وعوائلكم وأحزابكم.