مخلد الشمري
تجمعات مهمة ومؤثرة بشكل كبير في هذا العالم سياسيا واقتصاديا وانسانيا مثل الاتحاد الاوروبي ودول الآسيان ومجموعة دول النافتا الاميركي، يصل رؤساؤها ويجتمعون ويقررون وينفضون ويغادرون لدولهم دون ان يسمع بهم أحد، لولا صور وأخبار اجتماعاتهم المهمة التي تبثها للعالم وسائل الاعلام المختلفة.
بل حتى الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر من كل عام، والتي تشارك بها وفود كبيرة من جميع دول العالم الاعضاء بالأمم المتحدة، تبدأ وتنتهي بكل انسيابية ونجاح دون ان نسمع يوما خبرا يعكر هذه الاجتماعات.
الا القمة العربية السنوية والتي ليتها لم يقدر بسنويتها فمشاكلها الكثيرة تبدأ قبل شهور من بدئها وتصبح مادة شبه يومية ومملة لمحللي الاخبار العرب العظام المملين حتى ينتهي انعقادها، ان انعقدت، لنفاجأ قبل ان نتعود على ذلك، بان عقدها مثل عدمه.
لقد كان القرار المتسرع جدا والذي لا داعي له بدورية القمة العربية خاطئا بكل المعايير خاصة في هذه السنوات، وفوق ذلك زاد هموم العرب هما سنويا، وفضح العرب اكثر مما هم مفضوحون بأنهم غير متجانسين أو متفقين، وانهم اتفقوا على الا يتفقوا، بل وأكد ذلك لمن كان يشك فقط بعدم استطاعة العرب العمل كفريق واحد أو كشبه فريق على الاقل، وأكد ايضا ان لكل دولة مماسك على الاخرى، لذلك اصبحت علاقة العرب مبنية على عدم الثقة والشك والحذر، رغم كلام العرب المستمر والدائم عن المصير المشترك والاخوة والوحدة وغيرها من كلمات يجهرون بها، ولا يؤمنون بها اطلاقا بداخلهم، لأنهم لا يمتلكون ادنى المقومات التي تجعلها حقائق.
لقد أدت دورية القمة الى زيادة المشاكل والفرقة وزيادة الحقد والكره بسبب افعال البعض واخطاء البعض الآخر لهذا ننصح بإلغاء دورية القمة وجعلها قمة تعقد عندما تنضج ظروف عقدها في كل مسرة. والافضل من هذا وذاك.
وكل شيء ان يكون التنسيق والعمل والاتفاق ثنائيا أو بين الدول التي تتشابه في الاهداف وليتحمل بعدها كل فريق نتائج سلوكه أو عمله، فلقد نفد صبرنا على تحمل صداع القمة العربية، فاللغة المشتركة والمصير المشترك لم يكونا يوما ما أي اساس لاتفاق غير وهمي ما بين الشعوب، ولولا المصالح المشتركة الواضحة لما سمعنا على سبيل المثال بالاتحاد الاوروبي الذي توحدت تحت منظومة عمله وأهدافه الحقيقية دول تتكلم عشرات اللغات واللهجات، ولم تتاجر لحظة ما بالمصير المشترك هذا المصطلح الذي أنا ومثلي ملايين لم نفهم معناه حتى اليوم.