مخلد الشمري
مشاركة المرأة الكويتية بفاعلية وبديناميكة في هذه الانتخابات، وفي أي انتخابات أخرى سواء لمجلس أمة أو حتى لمجلس آباء في أي مدرسة، شيء مفرح للوجدان ومثلج للصدر حتى وان كانت ظروف هذه الأيام تمنع وصول احداهن أو أكثر كنائب منتخب من الشعب، فالمشاركة في حد ذاتها عمل راق وحضاري ومهم جدا جدا، وكل بداية صعبة خاصة ان كانت في ظل تركيبة صعبة ومعقدة لمجتمع مثل مجتمعنا.
من جهة اخرى، شاهدوا وراقبوا هؤلاء الذين وقفوا بكل قوة، خلال فترة ما، ضد منح المرأة الكويتية حقوقها السياسية، ومعهم هؤلاء الذين صوّتوا يوما ما بكل قسوة ضد قانون منحها هذا الحق، بحجج واهية مثل ادعاء الخروج عن التقاليد والدين، راقبوهم وشاهدوهم في أيام ما قبل أي انتخابات كيف يستجدون أصوات النساء بشتى الطرق والأساليب والحيل، واني أنصح وأتمنى من أي امرأة لها حق الانتخاب ألا تصوت لأي من هؤلاء، وان كنت متأكدا ان كثيرا منهن لن يأخذن بهذه النصيحة وهذا التمني، حيث ان - وللأسف - كثيرا من النساء هنا في الكويت تماما مثل كثير من الرجال، متعصبات لقبائلهن ولطوائفهن ولجماعات معينة.
ها هي المرأة الكويتية تترشح وتنتخب، وتقيم ندوات انتخابية وتشارك في ندوات الرجال، وتناقش الجميع حتى بعض هؤلاء الذين عارضوا أو صوتوا ضد منحها حقوقها السياسية، فهل انقلبت الدنيا على الكويت؟
وهل تحولت الكويت الى بلد قل وندر فيه الحياء، ومجتمع انتشرت به الرذيلة كما «طنطن» وأرعد وأزبد وقال ذلك متجنيا على مجتمعنا وقتها أحد النواب المزعجين السابقين والذي يتمنى كل متنوري البلد من رجال ونساء بأن يبقى ويظل يحمل ويتمتع بلقب نائب سابق؟