مخلد الشمري
يبدو أن أغلب مرشحي هذه الانتخابات تماما كأغلب نواب المجلس المنحل وللأسف دستوريا - نسوا - أو بالأحرى تناسوا بتعمد وبعناد الظروف الإقليمية الدقيقة والحرجة جدا المحيطة بوطنهم الكويت، فانشغلوا بهوامش وبصغائر وبتوافه الأمور والقضايا، واستفحلوا وتنافسوا فقط في إطلاق التهديدات والتصريحات العنترية والعجيبة، التي لا يمتلك من يقرأها عند المرور عليها مرور الكرام اثناء تصفحه للصحف الا ان ينزعج منها بعد الضحك عليها ويعتقد ويتأكد من ان هؤلاء المرشحين في واد ووطنهم في واد آخر.
فوق ذلك لن يخرج من يقرأ ويستمع لمثل تلك التصريحات الا بنتيجة واحدة هي ان المجلس القادم كسابقه لا يُطمئن ولا تحمل التوقعات بشأنه أي بادرة حقيقية بتعاون حقيقي بين السلطتين لخير وتنمية الوطن والمجتمع، واني شبه متأكد من أنه لا الـ 25 دائرة ولا الـ 5 دوائر ولا الدائرة الواحدة باستطاعتها تحسين وتغيير وتبديل هذا الوضع المتشنج - المؤسف - الذي يبدو انه اصبح قدر ساحتنا السياسية المحلية، وهل كان يظن احد او يتوقع لمجتمع مثل مجتمعنا شبه المتعصب والكاره للقانون وشبه الأمي بالرغم من حمل كثير من أفراده أوراقا تسمى شهادات، أن ينتج نوابا يقدرون المسؤولية، ويعون جيدا التطورات ويعملون فقط لتنمية ولرفعة ولمصلحة وطنهم، مثل نواب اليابان مثلا وما يشابهها من دول تطورت بفضل الديموقراطية.
إن الديموقراطية بمعناها الحقيقي هي هدية من السماء ونعمة، ومحظوظ من يخلق بمجتمع يمتلك وينعم بهذه النعمة ويستفيد منها الاستفادة المثلى والممتازة ومقابل ذلك اي عملية ديموقراطية لا تكون لها قيمة أو معنى وتفقد معناها الحقيقي بل وتتحول الى علّة ونقمة كبيرة في ظل العمل بها في مجتمع غير مؤهل لها مثل مجتمعنا، مجتمع غير منصهر وينخره ترد واضح على جميع الأطر تعليميا وثقافيا وانسانيا وسلوكيا وليصدق من يصدق فليس باستطاعتي او من عادتي تجميل القبائح ولست مضطرا للقول وللحلف وللقسم بأن ضوء الشمس لا يمكن اخفاؤه أو حجبه بمنخل أو بأكاذيب.