مخلد الشمري
على عكس وصف كثير من المرشحين والناخبين ومعهم كثير من الذين لا شأن لهم ولا ناقة أو جمل أو حتى دجاجة بانتخابات مجلس الامة الكويتي، بأن ايام وفترة ما قبل الانتخابات، هي ايام وفترة عرس ديموقراطي، أعتبرها ومثلي كثيرون انها الفترة والايام التي تصل فيها - للذروة - صفات كالدجل والنفاق والكذب والتعصب القبلي والمذهبي والفئوي والعائلي في مؤشر العلاقات الاجتماعية.
وفوق ذلك، مَنْ يتمعن جيدا في كثير من اسماء مرشحي هذه الانتخابات يلاحظ كثيرا من اسماء، لا يمكن وصف اصحابها الا بالمهرجين الموسميين للانتخابات، أو الموصاحين التقليديين الذين لا نشاهد صورهم الا عند فتح باب الترشح للانتخابات، أو الكومبارس المعتقين والجدد الذين لا يختلفون عن شلة الكومبارس الذي يستعين بهم دائما الممثل المصري سمير غانم في مسرحياته، وان كان لا يحق لنا نهائيا منع هؤلاء المهرجين والموصاحين والكومبارس، من ممارسة تهريجهم الانتخابي قبل كل انتخابات والذي يضمنه لهم دستور البلد، وصدقوني لو كان رسم الترشح 500 دينار بدلا من 50 دينارا، لما ذهب أي واحد من هؤلاء الى مقر ادارة الانتخابات، ولما عرفوا طريقها أو مكانها أصلا.
لا جدية في انتخابات هذه الايام وربما في أي انتخابات مقبلة في المستقبل، ولولا هذه الاسماء القليلة جدا من الذين نعرف أنهم مرشحون جادون ومخلصون غايتهم العمل لخدمة البلد، بصدق، ويريدون التعاون مع سلطاته التنفيذية لتنميته ولتطويره، لأعلنا جهرا اننا سئمنا وكفرنا من مراقبة جلسات الزار الانتخابية تلك، ولصرخنا باننا زهقنا جدا من مشاهدة مسرحيات «عرس الشين» الانتخابية، وان كنا أوشكنا على ان نصل الى هذا الجهر، هذا ان لم يجهر به الكثيرون منا بينهم وبين أنفسهم، من بينهم اشخاص يشاركون بتألق وبحرفنة بهذه المسرحيات المملة، بل وذاقوا حلاوة كراسي ورفاهية ومميزات خشبة المسرح.