مخلد الشمري
بصراحة لا اجد نفسي مهتما، ولو قليلا، بانتخابات مجلس الامة حتى وان ضيعت كثيرا من وقتي الضائع اصلا في كتابة بعض المقالات عنها، ومع ذلك اقرأ واتابع واشاهد هذه الايام اخبارا وبرامج عنها لأتسلى ولأضحك عليها ولأشمئز منها حالها بالضبط كحال اي اخبار وبرامج اخرى مضحكة او مسيلة او سخيفة او محزنة تقشعر منها الابدان، وان كانت اخبار ولقاءات قلة من المرشحين تستحق القراءة والمشاهدة والمتابعة، قدر الامكان، من باب ان خليت خربت، وان كان هؤلاء الجادون والمخلصون القلة الذين لم تخل منهم الانتخابات ليس بامكانهم وحدهم فعل شيء ايجابي او اصلاح مجتمع من المستحيل ان تصلحه وتحضره عملية يقال انها شبه ديموقراطية.
من ناحية اخرى اذا كان تقريبا طرح كل مرشحي هذه الانتخابات هو وكما يدعون للاصلاح وللتنمية ولرفعة شأن الوطن والمجتمع، فلماذا اذن كل هذه الفوضى العظيمة، وكل هذا التأزيم العظيم الذي اصبح واقعا في جلسات مجلس الامة، وقدرا مستمرا داخل الساحة السياسية المحلية الكويتية؟
لا تحقدوا علي او تحاولوا بث الاشاعات المغرضة حول من يقول الحقيقة والصراحة، كعادتكم، ان قلت وكتبت ان الطبيعة المحزنة لمجلس الامة في العقود القليلة الماضية خصوصا في السنوات الاخيرة هي انعكاس طبيعي لطبيعة المجتمع السلبية والمحزنة جدا ولهذا اسألوا انفسكم سؤالا واحدا فقط لا غير، ما طبيعة ونوعية مجتمعنا هذه الايام؟ وما الاغلبية الساحقة من الافكار التي تسوده وتسيطر عليه هذه الايام؟ واتمنى الا تكون إجاباتكم كالعادة ترقيعا وتجميلا للاوضاع اواجابات هلامية وضبابية مثل تلك التي تقول ان وجود مجلس امة فاسد ومعطل ومجمد افضل من عدم وجوده حتى وان كان وجوده يؤدي الى نفس النتائج الكارثية.
فما بين مطرقة الظلاميين والاصوليين والمتعصبين المتسترين بالمذهب وبالدين وسندان ما يسمى بعادات التعاقيد والتقاليد وما يسمى بثوابت الامة ومعهم المطبلون والمنافقون والعنصريون الذين ما زالوا يحنون للماضي ويعيشون على السمعة القديمة،تجمد وتخلف مجتمعنا واصبحنا مثال تندر للغير، وقبل ذلك اصبحنا مثل مجاميع وقطعان ضائعة تسير وللاسف الكبير نحو الضياع والمجهول بارادتها، وليعلم الجميع ان الديموقراطية امنية وغاية كبيرة وكلمة جميلة وطريقة حياة راقية ولكنها لا تصلح الا لمجتمعات بصفات معينة تستحق ان تطرز وتوصف ونتعت بها وبالتأكيد نحن لسنا من تلك المجتمعات لاننا حولنا الديموقراطية الى «نكتة».