بقدر كون عدم القدرة على تطبيق القانون هو شيء كريه وخطير، ومخيف ومن اكبر حواجز ومعوقات تنمية وتقدم اي مجتمع، فإن هناك بعض الفائدة لعدم القدرة على تطبيق قانون ما، مثل قانون منع تدخين الشيشة في مقاهي الشيشة والذي كان التراجع عن تطبيقه في نظري الشخصي فائدة لأغلب افراد المجتمع حيث ان الغاء هذا المنع ادى الى ان تستمر هذه النوعية التعيسة جدا من مدمني ومرضى تدخين الشيشة قابعين لاغلب الوقت في تلك المقاهي لتقصر اعمارهم.
وقبل ذلك حتى لا ينتشروا ويتبعثروا في الاسواق والمولات والاماكن العامة التي تعاني اصلا من انتشار المزعجين وعديمي التربية من الذين يتسكعون فيها لازعاج خلق الله والتعدي السافر على حريات وخصوصيات الناس.
قبل سنوات قليلة وعندما تم منع التدخين بشكل نهائي في الاماكن العامة في بريطانيا تقدم بعض ملاك المطاعم من ذوي الاصول العربية بعريضة لرئيس وزراء بريطانيا آنذاك توني بلير، يرجونه فيها عدم شمول تدخين الشيشة بهذا القانون، وكتب بالصحف البريطانية يومها ان بلير تعجب كثيرا وضحك طويلا عندما قرأ في تلك العريضة تبرير اصحاب المطاعم العرب لطلبهم باستثناء منع الشيشة في مطاعمهم بأنها قيمة مهمة من قيم العرب! رغم انها ليست كذلك ولا يحزنون ولكنه النفاق والطمع والجشع وحب كسب المال بأي طريقة حتى وان كانت طريقة يستخدم فيها الكذب، متناسين بعمد وخبث انهم في بريطانيا التي لا يستطيع بها اي مسؤول وصولا لرئيس الوزراء استثناء اي قانون من التطبيق بل ويطبق عليه قبل الآخرين!
الغرض من ذكر هذه القصة هو القول انه يجب التفكير في القدرة على تطبيق اي قانون قبل العمل لاقراره، والا لاصبحنا مثلا ومدعاة للسخرية وللضحك اكثر مما هو حاصل اليوم، والأهم من ذلك هو توقع النتائج لاي قرار حتى لا تكون النتائج وخيمة على المجتمع وان ادى ذلك لالغاء او التراجع عن تطبيق قانون ما او جزء من قانون ما مثل الغاء منع تقديم الشيشة في مقاهي الشيشة فقط وليس بالمطاعم والاماكن العامة الاخرى، والا لشاهد الناس في الكويت اشكالا غريبة وعجيبة وتعيسة اضعافا مضاعفة مما هو موجود ومنتشر اليوم في الاماكن العامة!
انها ليست بدعوة لعدم تطبيق القانون حتى لا يفهمها وحتى لا يؤولها البعض من الخبثاء والاغبياء على مزاجهم انها فقط دعوة للتفكير في نتائج اقرار بعض من القوانين حتى لا تكون سلبياتها اكثر من ايجابياتها، حتى نصل لليوم الذي يصبح فيه تطبيق القانون في بلدنا مثل بريطانيا وبالتأكيد لن يطول بنا العمر لنبتهج ونفرح بذلك.
[email protected]