مخلد الشمري
من اغرب الاخبار التي قرأتها - وأنا الذي اقضي تقريبا اكثر من 5 ساعات يوميا بالقراءة المتنوعة - هو الخبر الذي بثته وكالة الانباء الفرنسية عن ان شركة من شركات القطاع العام الحكومية في ايران - وما ادراك ما هي شركات القطاع العام في دول العالم الثالث - قد طلبت من موظفيها العزّاب ان يتزوجوا قبل 21 سبتمبر القادم والا واجهوا الطرد من الوظيفة، وذلك تنفيذا لما اسماه القائمون على هذه الشركة بالواجب الديني والاخلاقي.
وقد يتساءل كثيرون ما الغرابة في ان تحث او تطلب شركة ببلد اسلامي ويسيطر على حكمه الاسلاميون، من موظفيها الزواج؟ وارد على هذه التساؤلات التي في غير محلها بأن ذلك قبل ان يكون تدخلا فجا ومرعبا في حياة البشر وتعديا على حرية الناس، هو دعوة ساذجة لتكوين اسر وهمية وفاضلة ومفككة مقدما، وذلك في حالة رضوخ الموظفين لهذا الفرمان والطلب العجيب، حتى لا يطردوا من وظائفهم التي يقول الخبر انهم يتقاضون عليها رواتب مجزية وكبيرة نسبيا في دولة مثل ايران، اما مسألة الواجب الديني والاخلاقي فهذا ليس اكثر من تغليف ارهاب الناس بالدين الذي لا يجبر الناس على الزواج.
وفي الختام لا امتلك سوى احترام وشكر نفسي الصامدة التي لم تتقبل فكرة ما يسمى بالزواج حتى هذه اللحظة وانا الذي تعديت سن الاربعين عاما بسنوات قليلة، ورغم مروري بتجربة زواج «ترانزيت» لمدة قياسية هي 3 أشهر منذ 20 عاما، وهو زواج لا ينطبق عليه الا وصف الزواج التافه والساذج الذي يقع الانسان في فخه نتيجة عدم اكتمال عقله، وان كانت فكرة الزواج مستقبلا موجودة شرط ان انتقل الى العيش في دولة من دول العالم الاول او الثاني، وان كان الشخص لا يحتاج اصلا في تلك الدول لفكرة تعيسة ومتعبة وفاشلة عبر الازمنة اسمها الزواج يقع في فخاخها وللاسف اغلب الناس.