بعد 21 عاما في الاقامة الجبرية المعنى الآخر لكلمة سجن، القت يوم السبت الماضي المناضلة في سبيل الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان انغ سان سوكي خطاب فوزها بجائزة نوبل للسلام عام 1991 والتي استحقتها وبجدارة لنضالها السلمي وغير العنفي في سبيل الديموقراطية وحقوق الانسان في بلدها ميانمار – بورما – سابقا.
تعرفت على قصة المناضلة انغ سان سوكي عام 1994 عندما تبادلت الحديث مع مواطن من ميانمار كاهن يجلس بجانبي بصالة الانتظار في مطار بانكوك الدولي ومن يومها تعلقت بمتابعة اخبار هذه السيدة العظيمة النحيلة الجسد، والتي كانت ومازالت تقاوم وبصورة سلمية ديكتاتورية وشراسة نظاما عسكريا تقوده طغمة عصابة حاكمة مجرمة تسلقت على الحكم منذ اكثر من 35 سنة نظام سجنها وقتل الكثير من مؤيديها، وحرمها من رؤية ولديها الصغيرين وزوجها البريطاني الذي توفي بمرض السرطان دون ان تستطيع ان تودعه الوداع الاخير.
الاغلبية الساحقة جدا من مواطني ميانمار يؤيدون السيدة انغ ويقدرون طريقتها اللا عنفية مع نظام اعنف من عنيف، وما اصرارها ومثابرتها على متابعة النضال بصورة سلمية امام هذا النظام العسكري الشرس الا تأكيد على قوة وعظم السيدة انغ حتى اصبحت ايقونة للنضال السلمي لا تقل قدرا في نظر العالم عن المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا والدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت.
اسفرت الضغوط والمقاطعة التي مارستها اغلب دول العالم، والدول العظمى خصوصا عن تنازل وخضوع النظام المتسلط في ميانمار، وقبوله بإجراء بعض الاصلاحات السياسية، استفادت منها السيدة انغ سان سوكي في ان تترشح للبرلمان وتفوز باكتساح بعضوية البرلمان، مما سمح لها بأن تقوم بأول جولة لها خارج البلاد لاول مرة منذ 21 عاما، وهي الجولة التي تقوم بها حاليا والتي استقبلت فيها استقبالا حارا وعظيما ومؤثرا اينما حلت ورحلت خاصة في العاصمة النرويجية اوسلو اثناء القائها خطاب فوزها بجائزة نوبل للسلام عام 1991.
تحية كبيرة لأيقونة الحرية والمقاومة السلمية السيدة انغ سان سوكي، وشخصيا تأثرت كثيرا وانا اشاهد الاحترام والتقدير العظيم لها والتصفيق الطويل لها اينما حلت في جولتها، وكم يكون المرء سعيدا ومنشرحا وهو يشاهد تلك النهايات السعيدة لقصص العظماء كأيقونة الحرية انغ سان سوكي حفظها الله ورعاها.
[email protected]