مخلد الشمري
بدعة وموضة غير مفهومة ترسخت كثيرا في السنوات الأخيرة في هذه البقعة البائسة من العالم، والتي تسمى الشرق الاوسط، وهي بدعة وموضة الاحتجاج غير المفهوم وغير المعقول وغير المنطقي من قبل دول او قبائل او طوائف او عائلات او حتى افراد على بعض الاعمال التلفزيونية او الاعلامية، كان اشهرها احتجاج الاتراك على مسلسل، مرورا باحتجاج طائفة ما على مسلسل واعتراض عائلة ما على مسلسل واخيرا وبالتأكيد ليس اخرا الاحتجاج على مسلسل اوقفته مؤخرا قناة خليجية تناولت احداث حلقاته شخصية قبلية لاول مرة اسمع بها شخصيا حيث لست من المفتونين دون معنى بأي شخصية من شخصيات ماض لم يتم تأكيده او توثيقه وبالتالي لست مجبرا على الاعجاب به او حتى متابعة افلامه أو حلقات مسلسلات شخصياته.
ثم لا ادري لماذا هذه الاحتجاجات التي لا معنى لها على الاعمال التلفزيونية رغم ان مشاهديها بامكانهم وبكل سهولة ان يفرقوا بين خيال او حقيقة احداثها ويعرفوا ببساطة صدقها من كذبها، فهل تلك الاحتجاجات هي افتتان بماض لا معنى ولا قيمة له هذه الايام؟ ام هي تعبير عن التمسك الابدي بتعصب مدمر قبلي ومذهبي وعائلي ومناطقي لايراد له الزوال حتى من انفس وعقول الاجيال الجديدة التي يبدو انه ونظرا لسذاجة ولفراغ اغلب عقول افرادها، فان هذا التعصب المدمر يملأ بسهولة وبسرعة هذا الفراغ؟
في مقابل ذلك تنتج وتمثل وتعرض ومنذ عقود طويلة عشرات الآلاف ان لم تكن مئات الآلاف من الاعمال التي تطرقت بشتى الطرق لاحداث او لشخصيات في جميع مناطق وانحاء العالم ولم نسمع باحتجاجات يماثل عددها الاحتجاجات التي سمعنا عنها في سنوات قليلة ماضية في هذه المنطقة،وشخصيا لا اتعجب من ذلك، فتلك الاحتجاجات هي تعبير وانعكاس لتفكير اغلب من يعيشون في هذه المنطقة البائسة، التي كل يرى بها نفسه الاقدر والافضل والبطل المغوار الهمام سواء كانت دولا او قبائل او طوائف او عائلات حتى وان كانت الحقيقة عكس ذلك.
لهذا لا تتعجبوا ان سمعتم باحتجاجات قادمة مماثلة بالمستقبل على اعمال تتناول ماضي «حجْرْ» ومنع وأوقف العقول عن التفكير ولو قليلا بالحاضر وبالمستقبل وبكل شيء، حيث ان تلك العقول ولهذه اللحظة لم ولن تشبع من الافتتان والاعجاب بماض لا قيمة له اصلا.