مخلد الشمري
في الغرب شيء اكثر من طبيعي ان تشاهد اغلب الناس يقرأون في فترات انتظارهم.
في الغرب ممكن وبكل بساطة ان تشاهد لوردا او عضو مجلس عموم أو نائبا او شخصا يتبوأ ارفع المناصب، وهو يقوم بغسل وتنظيف سيارته وهو مبتسم اشد واحلى واطيب ابتسامة.
في الغرب لا تتعجب ان شاهدت مليارديرا يجلس مع الجماهير في الدرجة العادية مستمتعا بمشاهدة مباراة او عرض ما.
في الغرب لا تستغرب ان اكتشفت ان من يجاورك الجلوس في الباص العمومي او في القطار او في مترو الانفاق هو وزير او اكثر لطالما شاهدت صوره مرارا في وسائل الاعلام.
في الغرب من الطبيعي ان يمارس رجل الدين هواية ممتعة ما كالرياضة او الرسم او عزف وتلحين الموسيقى او مشاركة الناس الرقص بكل حرفنة وحب على انغامها.
في الغرب ليس عجيبا ان تقرأ او تسمع عن شخصية مشهورة او غنية جدا وقد تم القاء القبض على هذه الشخصية، وحولت للمحاكم لاسباب يراها اي شخص شرقي عربي انها اسباب تافهة.
ولكن السؤال الاعجب من عجيب والاغرب من غريب والذي يستحي او يخاف اغلب الشرقيين من طرحه، هو هل يمكن ان نشاهد مثل هذه المشاهد التي ذكرناها في الشرق العربي او في اي مكان يشابه الشرق العربي في التعاسة؟
بالتأكيد لا وان حدث وشاهدنا مشهدا يماثل المشاهد الحضارية التي اشتهر بها الغرب، فهو مشهد يكون حدوثه بالتأكيد اما بالغلط او ربما بالمصادفة او ربما ان يكون مشهدا لكبش فداء لشخص ما.
فالشرق شرق والغرب غرب ولن يتماثلا ولن يتشابها ولن يلتقيا ابدا.