مخلد الشمري
انهيارات اقتصادية مرعبة تهز العالم وصل تأثيرها لبورصة الكويت، استغلها هؤلاء المعروفون للكل بأنهم يتلاعبون بمؤشرها أفضل استغلال فشفطوا خلال أيام معدودة أموال الحالمين بالثراء وبالهناء بدلا من شفطها كالعادة في أشهر أو أعوام، ويقابل ذلك صمت مريب ورهيب و«طبيعي» لمجلس الأمة المنشغل بصراعاته البيزنطية.
وما بين الانهيارات الاقتصادية الخريفية وعجز مجلس القضايا البيزنطية والأولويات الأقل من هامشية، كان الله في عون هؤلاء الحالمين بالثراء المسؤولين عن أولاد وبيوت وزوجات وعائلات، وأنا شخصيا لم أتأثر نهائيا بهذه الزوابع والانهيارات وحالي لن يتغير، فلست بحالم بالثراء أو كانز للمال، والأهم من ذلك وقبل كل ذلك لا أمتلك بيتا أو حتى شقة ولست مسؤولا عن أولاد أو زوجة، وتلك هي فائدة العزوبية، ولذة العيش بهذه الحياة بفلسفة «بوهيمية».
خلافات وأزمات مزمنة في الساحة السياسية، وخلافات لا تنتهي في الوسط الرياضي، وخلافات ومعارك ومهاترات وهوشات في كل انتخابات للوسط الطلابي، ومشاكل وفوضى وبوقات في القطاع التعاوني، واضرابات «سرمدية» غير مفهومة لنقابات لا تمت للنقابات الحقيقية بشيء، وخلافات ومهاترات بين اعضاء المجلس البلدي، وخلافات ومشاجرات يومية غير أخلاقية في الأسواق والمناطق والمستشفيات والطرقات والمولات وصراعات وخلافات على المناصب وغير المناصب في الجامعة والمعاهد التطبيقية والمؤسسات والشركات الحكومية والوزارات.
وإني متأكد أن الصين نفسها التي يعرفها الكل بعدد سكانها الهائل وعدد جامعاتها ومعاهدها الهائل وعدد نقاباتها الهائل وأنديتها الرياضية والاجتماعية ومصانعها وشركاتها ومؤسساتها وبمراكزها الصحية العامة والخاصة الكثيرة، وبوزاراتها ودوائرها الحكومية وبطرقها وبمدنها وأسواقها الهائلة «لا يوجد» بها حتى ربع خلافات ومشاكل بلد أصغر من صغير مساحة وعددا اسمه kuwait للذين لا يعرفونه، و«الكويت» لهؤلاء الذين يعرفونه ولا يزعلون أو يأسون لحاله.