مخلد الشمري
في الوقت الذي ينشغل به آلاف العلماء الأوروبيين والأمريكان لإعداد وتنفيذ تجربة اعادة ظروف نشأة الكون أو ما يسمى بـ big ban التي اعتبرت أهم تجربة علمية في العقود الأخيرة والتي وصلت تكاليفها إلى عشرة مليارات دولار، مازال ـ العرب منشغلين حتى هذه اللحظة ان كان تحرير بلد عربي من دكتاتور قاتل وظالم وحقير هو عمل يستحق الثناء والشكر أم لا، أوان الدكتاتور الطاغية نفسه سيعتبرونه مجرما أم شهيدا، أوان هؤلاء المجرمين الذين يفجرون أنفسهم لقتل الأبرياء هم في النار والجحيم أم في الجنة مع الحواري؟
وفي الوقت الذي تراجع جامعة هارفرد مناهجها لتنقيحها وتطويرها رغم انها أعرق وأهم جامعة بالعالم، وتتصدر التصنيف السنوي لأفضل جامعات العالم، تقوم وزارة التعليم العالي الكويتية بالاعتراف وبسهولة ما بعدها سهولة ويسر، بشهادات جامعات بالاسم فقط، أقل ما يمكننا وصفها بأنها جامعات بطيخ وفول وفلافل و«منسف» وقبل ذلك لا تعترف بشهاداتها حتى الدول والممالك والجمهوريات التي توجد فيها مقراتها.
وفي الوقت الذي أبهر تنظيم أولمبياد بكين العالم، وجعلنا نراقب ونتمتع ونشاهد احداثه ومراسيم افتتاحه وختامه بعيون مستغربة وبأفواه مفتوحة لا نستطيع هنا في الكويت ان نجري انتخابات ولو ـ صورية أو كاريكاتورية ـ لاختيار أعضاء مجلس اتحاد لكرة القدم حتى لا يجمد ويوقف الاتحاد الدولي نشاط كرة القدم في الكويت، رغم عدم حاجتنا الضرورية لوجود اتحاد كرة قدم في الكويت، حيث ان الكرة انتهت وماتت في الكويت وشبعت موتا في العقدين الأخيرين، اما انجازات كرتنا القليلة القديمة والمهمة الماضية فيبدو ان سببها الوحيد يرجع للحظ ولا شيء غير الحظ، وليعلم الكل انه ليس بالحظ وحده يحيا الإنسان وتحيا معه كرة القدم.