مخلد الشمري
من يقرأ ويشاهد ويتابع وسائل الاعلام المحلية يعتقد انه لا يوجد انسان مخلص وفالح في البلد، وليس هناك وزير صالح ولا مسؤول صالح، خصوصا بعد ان اصبح السخفاء و«الغرباء» والفوضويون والمتعالمون وغير الصالحين وعديمو الاحساس بالوطن ـ يتصدرون ـ مسرح فوضى السياسة المحلية ومسرح فوضى وسائل الاعلام في الكويت.
والغريب ان كثيرا من هؤلاء يصبحون فجأة مؤدبين وصالحين ومطيعين جدا ومنضبطين بعد اجتياز حدود الوطن بخطوة واحدة وذلك عندما يرتدون اقنعة ممارسة وظائف وادوار المواطنة الاخرى.
ولا يحاول احد اقناعي بأن ما يحدث من فوضى في ساحتنا المحلية هو في صالحي او في صالح الاجيال القادمة، حتى ان غلفت الفوضى تغليفا بأرق الكلمات وأرقى المصطلحات، فقد اصبح كل جاهل وكل تافه لا خبرة له في الحياة ولا في العمل ولا في السياسة وغير منتظم او منضبط حتى في ساعات دوامه، خبيرا وناشطا ومفكرا سياسيا في الكويت، يقولون اشياء لا يفقهون أو يعرفون معانيها ويحللون الوضع بمقالات لا ادري من اين يسرقونها، بل ولا يستطيع ان يكتب مثلها كثير من معتقي وعتاة ممارسة السياسة والاعلام في الكويت.
نعم كيف لوطننا ان يرتاح وينهض ويتطور ويستقر وينطلق او يحاول فقط اللحاق بالحداثة في يظل وجود هذه الكمية غير المنطقية وغير الطبيعية من المزدوجين والمتسلقين وناشطي السياسة، وفي ظل مراقبة وارهاب ووجود محاربي التغيير وفي ظل التساهل الكبير مع هؤلاء الذين يصطنعون الازمات ـ اصطناعا ـ ويشغلون مؤسسات وسلطات ومجتمع البلد بأسخف المشاكل وأتفه المسائل؟!