مخلد الشمري
لا يخفى على أحد أن أي عمل ما أو أي مشروع ما يكون فاشلا إذا كانت أخطاؤه أكثر من حسناته، فما بالك إذا كان هذا المشروع مشروع وطن أصبحت نتائج العمل السياسي العام فيه شبه كارثية، ووقوعا دائما في فخ أزمات سياسية واجتماعية لا تنتهي، بحيث أصبحنا كمن يدور في حلقة مفرغة تفرح وتسر العدو والشامتين وتحزن الصديق وتؤلم كل مواطن كويتي متجرد من المصالح والولاءات الأخرى.
وليعلم الجميع انه للخروج من هذه الحلقة المفرغة يحتاج وطننا ومجتمعنا الى انتفاضة وطنية صادقة ايجابية ومخلصة تكون مفترق طرق حقيقيا لنسف هذا الوضع البائس والفوضوي، الذي لا يريد استمراره سوى عديمي الضمير والمشاعر من هؤلاء المستفيدين لا شرعيا ولا قانونيا ولا أخلاقيا منه على حساب تدمير وطننا، متناسين انهم ايضا لن يسلموا من خطر هذا التدمير مهما حاولوا اقناع أنفسهم بانهم حققوا غاياتهم المالية التي تمنوها طويلا.
الوضع سيئ وشبه مأساوي وكل من يحاول التقليل من سوء هذا الوضع هو مواطن لا يشعر نهائيا بوطنه وغير مبال به، بل غير محب له، وهذا الوضع لن ينقذنا ويحمينا منه سوى قرارات تاريخية حاسمة وصارمة وحازمة وجريئة ستسجل في تاريخ الكويت على انها أنقذت البلاد من الوقوع في براثن نفق مظلم مرعب وموحش ومهلك، ـ قرارات تاريخية ـ ستجعل الجميع يتذكر دائما اننا بسببها كنا ومازلنا وسنكون وسنبقى بعد أن كنا على شفير الا نكون.