مخلد الشمري
من الصعب جدا ان يكون شخص ما غير متسامح مع الناس وفي الوقت نفسه يكون متسامحا مع نفسه، خصوصا اذا كان الآخرون لا يشابهونه عقيدة وشكلا وثقافة ولا يتعاملون معه نهائيا.
ومن الغريب جدا ان تجد شخصا ما متشنجا وعصبيا وموتورا، لا يتقبل آراء الغير واطروحاتهم، وفي الوقت نفسه يكون ذات الشخص عمل داعية لشيء ما يحاول اقناع الناس بقيمته.
وتكون الغرابة اكثر اذا اساء شخص ما اشد الاساءة الى شعب ما وانتقده اشد الانتقاد دون حق ودون ضمير ودون عقلانية، وفي الوقت نفسه يريد هذا الشخص نفسه ان يتعلم، ويستفيد استفادة كبيرة من مقدرات وامكانيات وخبرات هذا الشعب الذي جرحه واساء اليه.
اقول هذا الكلام واردده دائما بصفتي شخصا متسامحا يحب الغير ويكن لهم كل الاحترام والتقدير لمعتقداتهم ولثقافاتهم ولاساليب حياتهم المعيشية الخاصة.
واكتب هذا المقال بعد ان شاهدت صورة لشخص ما يطلق على نفسه لقب داعية ديني وهو يعلن بجانب صورته انه سيغادر الكويت لمدة ليست بالقصيرة لاكمال دراسته العليا في بريطانيا، وهو الشخص نفسه الذي كتب قبل مدة قصيرة مقالا تافها وغير متسامح ومستنكرا نعت فيه جميع الشعوب الاوروبية والغربية بأقذر وأخس الصفات غير النبيلة لدرجة جعلت الكثيرين من عقلاء ومتسامحي الكويت المشهورين بعدم الدخول في السجالات والمهاترات الصحافية، ان يبادروا بكتابة ردود تنتقد وتفند الافتراءات التي كتبها هذا الشخص الذي غادر او سيغادر لاكمال دراسته العليا عند وبين هؤلاء الذين نعتهم بالاوصاف القذرة وغير النبيلة وليعوض الله على الاوروبيين النبلاء.