مخلد الشمري
من يجبره حظه التعيس على متابعة وقراءة تصريحات كثير من أعضاء مجلس الأمة سيضحك أولا ثم يكتئب ثانيا ثم يتأكد انهم لا يريدون ان «يجيبونها البرْ» كما نلفظ بلهجتنا المحلية مع تغير حرف الجيم الى ياء، بل يشبههم بالحصان الأعمى الذي لا يعرف طريقه أو بفيل هاج بسبب قرصة نملة وهو وسط غرفة مليئة بأشياء مصنوعة من الفخار ما عرف الفيل الهائج معناها أو قيمة الوقت الذي ضاع في صناعتها أو بتجميلها أو بترتيبها أو هشاشتها، التي لا تختلف عن هشاشة ديموقراطيتنا.
تُشكل وزارة ثم تبتز هذه الوزارة ثم تستقيل، وهكذا دواليك سيناريو يجب ان يتغير الى تشكل وزارة، وبمجرد الاحساس بأن تلك الوزارة تبتز يحل فورا من يبتز الوزارة، اما اذا استمرت الدواليك، فلابد من اجتثاث هذا الذي يجعل الدواليك مستمرة ومستمرة بابتزازه الوزارات والحكومات المتعاقبة على طريقة اجتثاث البعث الكريه في العراق الجديد.
نحن لا نريد ان يتصدر أغلب صفوفنا الأمامية هؤلاء الذين من المفترض ان يكون مكانهم الشارع أو بيوتهم، ونحن لا نريد ان نصل الى زمن يكون فيه سؤالنا الوحيد لأنفسنا، هو هل هناك يوم فرح آت في الطريق إلينا؟ فلقد سئمنا أيام البؤس السياسي الطويلة التي يبدو ان نهايتها لن تكون قريبة، الا اذا...؟ إلا إذا....؟ إلا إذا.....؟