مخلد الشمري
أصبحت الكويت هذه الأيام بلد ردة الفعل وليس الفعل نفسه، وفي الكويت هذه الأيام يعرف الجميع في قرارة أنفسهم على الأقل مشاكل البلد ويعرفون أسبابها ويقومون بحرفنة ما بعدها حرفنة بتحليلها في جلساتهم الخاصة بل يصبحون خبراء أزمات بعد وقوع الأزمة وليس قبلها ليمنعوا انفجارها أو حدوثها.
وفي الكويت هذه الأيام حتى الأحلام في أغلبها إن لم يكن في مجملها أصبحت أحلاما بعيدة كل البعد عن الأحلام الطبيعية وعن الواقعية والعقلانية.
لقد خرج الكثيرون في هذا البلد عن المسار الذي يكون الخروج عنه هو دخول في المشاكل والأزمات والأحقاد لأنه خروج عن المنطق والعقلانية وخروج غايته فقط إشباع الرغبات الخاصة.
فهل من محرر لنا؟ وهل من حام لنا من هذه الأوقات والأيام العصيبة والمريرة والأكثر من مخيفة؟
نعم يمكننا ألا نكترث بأحلام وببؤس وبمشاكل وبأزمات وبآلام الآخرين وربما أنفسنا، ولكن هل يستطيع أي مواطن صالح أو حتى شبه صالح ألا يهتم أو يكترث بآلام وطنه.