مخلد الشمري
كثير من الأخطار تحيط بوطننا وعلى رأس تلك الأخطار الشعور بعدم الإحساس الذي امتلكه وتطبع به كثير من مواطني البلد، وبعض هذا الكثير وللأسف من المسؤولين في الدولة.
أصبح البلد خطرا جدا بعد ان عاث بقوانينه فسادا تجار الإقامات وتجار البشر الذين ملأوه بالمخدوعين بالثراء السريع من السذج والبائسين الذين تحول معظمهم الى لصوص ومجرمين، وقبل ذلك، بعد ان عاث به فسادا كثير من أصحاب الأعمال الذين تحولت شركاتهم ومطاعمهم لمحطات ترانزيت والى ممر لأن يمتلئ البلد بأصحاب أوسع الذمم وأضعف النفوس.
التردي الذي نعاني منه حاليا في حالة عدم الوقوف أمامه وقفة جدية قوية وصارمة وشرسة، سنصل معه الى درجة لن يستطيع احد الخروج من منزله إلا ومعه حرس أو «بودي غارد» أو يرافقه نصف عدد أفراد من الذكور «ليحمونه» من خطر نوعية بشر تعتبر الكويت أرضا مباحة للكسب وبلدا مفتوحا دون خوف لفعل كل شيء وأي شيء ودون اي اعتبار منهم نهائيا للقانون وللسلطة بل وحتى لكرامة الناس.
نعم نحن البيزنطيين «الجدد» الذين سيضيعون وطنهم بعد ان ضيعوا سنوات طويلة يتجادلون ويتعاندون بها دون ان يتفقوا على أدنى الأشياء التي تصب في مصلحة الوطن والمجتمع، وما على من لا يصدق هذا الكلام إلا النظر الى الحالة المتردية التي أصبح يعاني منها وطن طيب اسمه الكويت وذلك بفضل أفعال البيزنطيين الجدد الذين يسمون بأبنائه.
الأمر خطير جدا ولا يظن أحد أني «أتغشمر» أو أتخيل الأشياء أو ما يشابه ذلك، اني ولخوفي الشديد على وطني «أقرع أجراس» التنبيه من تلك الأخطار الحادقة التي أصبحت تحوم حول بلدي الكويت كما تحوم الذئاب المتوحشة الجائعة حول الفريسة، وإن كانت الذئاب المتوحشة بأنواعها قد ملأت الكويت، ولم يتبق سوى إعلان رسمي بذلك.