مخلد الشمري
الكل تقريبا هذه الأيام في الكويت من النواب والمواطنين يتحدثون عن التشكيل الوزاري ويطلقون حوله الأقاويل والتصريحات والإشاعات، هذا التشكيل الذي هدد كثير من النواب وزراءه حتى قبل ان يتم اختيارهم أو الإعلان عن أسمائهم، وفوق تلك التهديدات الغريبة والوقحة أحيانا، يطالبون بنوعية معينة من الوزراء السوبر، وهي مطالبات مستحيلة وغير صادقة في أغلبها، وهي في ظاهرها الرحمة وادعاء الخوف على الوطن وفي باطنها العذاب والتخطيط لإيصال اختيار المحسوبين عليهم، وكأن المنصب الوزاري في الكويت مازال جاذبا للقلة القليلة الباقية من الكفاءات الكويتية القادرة التي تشرف المنصب الوزاري وتليق به، ودع عنك بعيدا هؤلاء الكثر المستذبحين على تولي الوزارة معتقدين ان تولي الوزارة لا يختلف نهائيا عن تولي أي منصب حصلوا عليه بالواسطة وبالحيلة وبكل الأشياء الأخرى ما عدا الكفاءة.
كثيرون طالبوا بوزراء تكنوقراط وهم أول من حارب وظلم وعمل لخروج الوزراء التكنوقراط من الوزارات السابقة، وليس ببعيد جدا ما تعرض له المرحوم د.أحمد الربعي والأستاذ محمد السنعوسي ود.يوسف الإبراهيم ود.عادل الصبيح ود.معصومة المبارك وصولا لما تعرض له بدر الحميضي وكذلك نورية الصبيح.
أما هؤلاء الذين طالبوا بتوزير رجال الدولة، فأسألهم أولا ما معنى أو مفهوم مصطلح رجال الدولة في نظركم؟ وهل أصلا يرغب كثير منهم بالمشاركة في العمل العام أو بالتوزير في ظل هذا التأزيم وفي ظل هذا التربص الدائم وغير المنطقي واللا عقلاني من قبل البعض من الفوضويين والمسعورين والانتهازيين الذين يتصيدون الهفوات والأخطاء مهما صغرت وكأن هؤلاء النواب أنفسهم ما أخطأوا يوما أو لم يقوموا يوما ما بتدمير وشق النظم والقوانين والتعدي الدائم المستمر على مبدأ العدالة بين أفراد المجتمع بل حتى شق صفوف المجتمع.
فاتركوا عنكم أحاديثكم وعنترياتكم وتصريحاتكم التي لا قيمة لها عن الوزارة واتركوا عنكم ايضا اشاعاتكم وبالونات اختباركم فللوزارة أهلها وهم أدرى بشعابها وطريقة تشكيلها وعملها.