مخلد الشمري
يزعل منا ويعتب علينا كثيرون عندما ننتقد وبحدة الوضع العربي او العمل العربي وكأن المنطقة العربية يسودها الهدوء والوئام التام والاستقرار، او كأن انجازات دول المنطقة مشابهة بالضبط لانجازات دول الاتحاد الاوروبي او دول اتحاد الآسيان تلك الدول والشعوب المتنافرة التي ربطت بينها مصالح مشتركة ومتشابكة هائلة بحيث اصبح مصيرها فعلا مشتركا، وليست كدول وشعوب منطقة العرب التي ظنت ومازالت تظن حتى هذه اللحظة ان اللغة المتشابهة والدين الواحد هما الاساسان الوحيدان للاتحاد وللعمل وللمصير المشترك!
اليوم لم يعد نافعا تجاوز الانشقاقات والخلافات او الاتهامات المتبادلة، بتبادل السلام والقبل، واليوم ليس بالضرورة ان يكون الاخذ بالاحضان هو الأساس لقيام العمل المشترك، فالعمل المشترك الذي يؤدي للمصير المشترك هو عمل جبار ومتعب وطويل، تكون به النوايا الطيبة فقط حجرا واحدا صغيرا من احجار العمل المشترك الكثيرة، تلك الاحجار التي لابد ان تكون اغلبيتها الساحقة هي مصالح ومنافع متبادلة ومتشابكة بحيث تجعل الجميع يحترم الجميع ولا تجعل نظاما يفرح بمآزق نظام آخر ولا تجعل شعبا يتشفى بمآسي شعب آخر بالمنطقة، بل وهي التي ستجعل لدول المنطقة العربية قيمة وهيبة واعتبار بعد ان اصبحت في العالم هذه الايام هي الدول الوحيدة التي لا تستطيع حماية نفسها او فعل وعمل اي شيء ولو كان صغيرا لمنع المآسي عن شعوبها!
ولكي يحدث كل ذلك لا اظن ان اغلب اجيالنا الحالية ستعاصر اي تغيير لان العمل الصادق الذي يغير يحتاج لسنوات وربما لعقود طويلة في منطقة اهملت وعاندت وعذبت نفسها لعقود طويلة، ورمت كل الاسباب على الآخرين.