مخلد الشمري
أشعر بحزن وألم وأسى كلما قرأت أو سمعت خبرا عن حالة سوء معاملة، او عن حالة انتحار لفرد من هؤلاء المساكين الذين اجبرهم الفقر او ظروفهم المعيشية القاسية في بلادهم على قبول العمل كعمالة منزلية او ما يشابهها من اعمال قاسية في ظروف عمل تعيسة وضعيفة المردود المالي، ولا ادري هل يوافق ويقبل هؤلاء الذين يظلمون العمالة ويسببون لهم الأسى والمعاناة التي تدفع كثيرين منهم للانتحار، هل يقبلون بأن تكون معاملتهم بنفس المعاملة القاسية او ان يظلموا لو كانت الظروف معكوسة عكس ما هو عليه الآن، بحيث يكون المخدوم حاليا هو الخادم، ويكون الخادم الآن هو رب العمل.
إنني كمواطن يحزنني ويقلقني وضع اسم بلدي في القائمة السوداء للدول التي تتاجر بالبشر بسبب أفعال وتصرفات لا إنسانية ولا أخلاقية ومخزية تمارسها كثير من شركات جلب العمالة ومكاتب جلب الخدم، ويمارسها ايضا كثير من المخدومين واصحاب الاعمال.
واطالب السلطات بالتشدد مع هؤلاء الذين بسببهم تم وضع اسم الكويت بهذه القائمة السوداء، بل ومحاكمة كل من يمارس ويقوم بهذه الأعمال المشينة، والمسيئة لسمعة الكويت، وفوق ذلك التشدد اكثر واكثر في الحفاظ على حقوق هذه النوعية من العمالة التي ضاعت بين المخدومين واصحاب مكاتب العمالة بحيث اصبحنا نسمع عن مصطلح بيع وشراء للعمالة وبالذات العمالة المنزلية، وكأنهم ـ وللهلع الكبير ـ سلع رخيصة وليسوا بشرا مثلنا في كل شيء، ماعدا ان ظروفهم بائسة في هذه الحياة.
وما قيمتنا ككتاب في صحافة هذا البلد، وقبل ذلك ما قيمتنا كبشر بهذه الحياة ان لم نلفت الانظار، صارخين لتلك المآسي المتكررة ولتلك المناظر الانسانية المحزنة، التي تؤثر حتى في الحجر بل وتجعله يحزن ويتألم لأجلها وتجعله يحقد ويسخط على هؤلاء الظلمة الذين يتسببون في تلك المآس، ويسخط ايضا على تلك اللامبالاة المرعبة التي تمر امامها تلك الأفعال المتوحشة في مجتمع يتاجر كثيرون فيه «بالدين» وبالعادات وبالتقاليد.