مخلد الشمري
في ديسمبر 2004 وأثناء تواجدها في شاطئ الفندق الذي كانت تقضي فيه إجازة أعياد الميلاد مع والدتها في منطقة بوكيت السياحية الخلابة في تايلند، لاحظت الطفلة البريطانية وصاحبة العشرة أعوام يومها ـ تيلي سميث ـ انحسار مياه الشاطئ فجأة، وتناثر الأسماك على الأرض بكميات كبيرة.
مع ظهور فقاقيع صغيرة من اليابسة التي انحسر عنها الماء، فتذكرت أن ذلك معناه حدوث زلزال قوي جدا في أعماق البحر، وستتبع ذلك بالتأكيد موجات مد عاتية ومدمرة ستضرب الشاطئ في الفترة الزمنية البسيطة القادمة فأبلغت والدتها حالا بما لاحظت وبما سيحدث، وأن ذلك هو ظاهرة السونامي التي درستها في مدرستها الابتدائية قبل أسابيع ضمن بحث أنجزته مع زميلاتها في الصف عن موضوع الزلازل، فلم تتجاهل الأم كلام صغيرتها الذكية فنقلت الكلام فورا إلى إدارة الفندق التي أخلت شاطئ الفندق فورا، وطلبت من جميع النزلاء والعاملين التوجه واللجوء إلى أدوار الفندق العليا، فكان شاطئ الفندق هذا من ضمن الشواطئ القليلة جدا التي لم يقتل بها أحد أثناء كارثة ومأساة سونامي الشهيرة التي ضربت ودمرت شواطئ كثيرة في بعض دول آسيا في ديسمبر 2004 والتي قتل فيها وللأسف أكثر من 250 ألف إنسان وذلك بفضل ذكاء هذه الطفلة البريطانية وقبل ذلك بفضل تلك المناهج المفيدة والراقية التي يعلمها لها معلمون حقيقيون في مدرستها الابتدائية في بريطانيا.
فهل ستصبح المناهج التي يتعلمها أطفالنا مثل المناهج التي تتعلمها تيلي سميث أم سيبقى أطفالنا أسرى لـ «مع حمد قلم» وللمناهج التي لا تخرج سوى طالب ساذج أو جاهل إن كان محظوظا وسلم وفلت من أفخاخ المتطرفين الذين يولولون ويصرخون وينعقون كلما سمعوا مطالبة بتغيير المناهج أو على الأقل حذف غير المنطقي وغير المفيد وغير المعقول منها؟