مخلد الشمري
بسبب العمل الجبار والوطني والمميز جدا الذي قامت به، وماتزال، لجنة ازالة التعديات على املاك الدولة بانت الاوجه الحسنة والنظيفة لكثير من مناطق الكويت، خصوصا تلك المناطق التي تسمى بالمناطق الخارجية التي اصبح مظهرها بعد تحسين وتنظيف لجنة الازالة لها مثل شخص كثيف وأشعث وأغبر خرج لتوه من الصالون التركي حالقا لحيته وقاصا وغاسلا ومصففا شعر رأسه، ويلاحظ ذلك بوضوح كل من كتب له حظه التعيس ان يكون مضطرا للسكن في تلك المناطق التي ابتليت بعدد كبير من مخترقي القوانين، وبعدد هائل من المزعجين لخلق الله، وبعدد لا يعلمه الا الله من المستخدمين والمستترين بالدين والتقوى وما يسمونه العادات والتقاليد والتعاقيد لتبرير تعدياتهم على املاك الدولة.
اصبحت العشوائيات ملاذا للمجرمين والخارجين على القانون، وللمعتدين على الاملاك العامة، حيث ان ما عليهم سوى كتابة، وبكل سهولة، كلمة «مسجد» على اي شبرة قبيحة عشوائية ليسيطروا على محيط هذه الشبرة، وجعل هذا المحيط ملكا خاصا خالصا لهم، بحيث يبدو للناس ظاهره مكانا للعبادة وباطنه ملاذا لاسكان وايواء المخالفين ووكرا لهؤلاء الذين يريدون ان تبقى اعين وايادي رجال الامن بعيدة جدا عنهم.
لا نريد ـ يوما ما ـ ان نقول ونردد وبحزن انه كتب على هذا البلد عدم استطاعة سلطاته تطبيق القوانين، بحيث يصبح ويبدو شيء طبيعي جدا ان نسمع تصريحات واقاويل شاذة ومعيبة وغير منطقية في كل مرة تحاول فيها سلطات البلد تطبيق القوانين ولو بصورة شبه جدية، خاصة ان المصيبة الكبرى هنا ان بعض من يطلق مثل تلك الاقاويل والتصريحات هم اعضاء في سلطة البلد التشريعية او في المجلس البلدي، مؤكدين وجاهرين ان مصالحهم الشخصية الضيقة جدا ومصالح ناخبيهم المتعدين على القوانين والاملاك العامة اهم بملايين المرات من المصلحة العامة لبلد ـ ابتلي بهم ـ اسمه الكويت.