مخلد الشمري
تنتهي بعد أيام الحملة السنوية المعتادة العظمى لتدمير البيئة الصحراوية والبر في الكويت والمسماة بموسم التخييم والمخيمات السنوي الذي يبدأ في أول نوفمبر من كل عام وينتهي في أول أبريل بالتزامن مع كذبة ابريل التي يدعي فيها كذبا أغلب أصحاب المخيمات أنهم وقبل مغادرتهم قاموا بتنظيف أماكن مخيماتهم من مخلفاتهم التي دمرت بر الكويت وستدمر البقية الباقية منه بحيث لن نشاهد في السنوات المقبلة أي نباتات وزهور وحيوانات برية أو حتى لون أخضر قليل في بر الكويت في فصل الربيع!
في الدول المتحضرة وبالتأكيد نحن وأشباهنا لسنا منهم، تكون العقوبات غليظة وقاسية جدا ولا يستثنى منها أحد، تتخذ بحق كل من يخرب ويعتدي على البيئة والأمثلة العملية كثيرة على ذلك وآخر تلك الأمثلة هو مطالبة جمعيات البيئة في اسبانيا قبل فترة بإقالة ومحاكمة وزير بالحكومة الاسبانية لأنه اصطاد دون ترخيص في منطقة لا يجوز الاصطياد فيها.
أما في الدول التي لا تهتم سلطاتها ومجتمعاتها بالبيئة أو حمايتها ولا تهتم بالمحافظة عليها قدر الإمكان، مثل دول منطقة إقليمنا، فحدث ولا حرج عن تدمير وتخريب يومي «علني» للبيئة رغم أن كل دول الإقليم تقريبا أنشأت ـ لرفع الحرج ـ إدارات وجمعيات مسؤولة عن البيئة وهي إدارات لا سلطة ولا هيبة لها وأنشئت وكما يبدو، لإيهام المنظمات الدولية والشعوب المتحضرة بأنها دول تعمل وتشرع لحماية البيئة.
إن المحافظة على البيئة هي من مؤشرات تحضر المجتمعات ولكن هل يعي أفراد مجتمعنا ويدركون هذا الشيء؟ لا أظن ذلك وبجولة واحدة للمرء في بر وشواطئ وبحر ومصانع الكويت، يتأكد الكل من ذلك، بعد أن يشاهد بأم عينيه إلى أي مدى مخيف وصل تعدينا على البيئة وتخريبنا لها تماما كما خربنا كل شيء جميل في البلد!