مخلد الشمري
الجو العام بالبلد ملبد ومشحون حيث اصبح عاديا جدا ان تهل وتنفجر ازمة كل بضعة ايام، ان لم يكن اقل، ولا احد يستطيع تفسير وصولنا «المريب» الى هذا الوضع الهستيري الغريب الذي فقدنا فيه صفات واشياء جميلة امتلكناها لسنوات ولعقود طويلة مثل الاستقرار والامان والتسامح والاخلاص والعقلانية والاحترام المتبادل وروح الاسرة الواحدة التي اصبحت مجرد ذكريات نتمنى من قلوبنا ان تعود.
ان اهم سبب في وصولنا لهذا الوضع هؤلاء الذين يسمون انفسهم بالسياسيين او ناشطي السياسة، وهم ابعد ما يكونون عن امتلاك هذه الصفة التي يمارسها في الدول الحقيقية، اناس لتعمير وتطوير اوطانهم لا هدمها وتدميرها، هؤلاء الذين اصبحوا اكثر من الهم على قلب الوطن المتعب، والذين خربوا استقرارنا والذين يفجعون المواطنين الشرفاء يوميا في وسائل الاعلام وهم يصرخون ويزايدون ويهددون، وكأنهم ليسوا من مواطني هذا البلد بل قدموا اليه من كوكب آخر لتخريبه وتعذيبه ومحاكمته حتى على اصغر الزلات.
يقال ان الصمت خير دواء، لكن من يستطيع ان يكذب على نفسه ويصمت او على الاقل لا يتألم بهمس وهو يشاهد وطنه ووطن آبائه واجداده ومرتع ايام طفولته وشبابه وما تبقى له من ايام وهو ينهش ويخرب ويدمر ويعاني و«يستغل» دون رحمة من اناس وبشر يقال انهم من مواطنيه.
اذا لم نكتب بصراحة تصل لحد البكاء، وبكلمات نحزن بها ونتألم على حال البلد وعلى حالة اللا استقرار التي لا يستطيع ان ينكرها احد، فماذا نستطيع ان نفعل؟ بالتأكيد لا شيء، خاصة اذا كان حال مواطن ما مثل حالي فقط متفرج على الاحداث لا اقل ولا اكثر.
ولا خير لكتاباتنا ان لم نكتب بها ونصرخ ونحذر ونقول اوقفوا هؤلاء الذين ينهشون في جسد الوطن «دون رحمة» عند حدودهم حتى يعود وطننا لنا هادئا مستقرا وخاليا من هؤلاء الذين عكروا حياتنا وفي طريقهم لتدمير معيشتنا.