مخلد الشمري
في الوقت الذي كان من المفترض ان يفرح ويبتهج ويفتخر الجميع هنا في الكويت بالخطوة الحضارية المهمة والمتمثلة في دخول المرأة الكويتية سلك الشرطة بعد تخريج اول دفعة ضابطات وشرطيات كويتيات، بادر أعداء الحضارة والفرح فورا لتخريب هذا الابتهاج والفخر، وما عليكم سوى مراقبة تلك الأقاويل والفتاوى التي تدعو لعدم تحية المرأة الضابط من قبل من هو أدنى منها رتبة عسكرية من الذكور في الشرطة.
ومن السخافات ما قرأته في إحدى الصحف المحلية لتذكير الذكور من افراد الشرطة ان ما تسمى بعادات وتقاليد وأعراف مجتمعهم التي تربوا عليها تمنعهم من أداء التحية للمرأة الضابط، ان صادفها احدهم في مكان العمل أو ان ترأسته في العمل، ولا ادري ماهية هذه التقاليد والعادات والأعراف التي تمنع ذكرا عسكريا من تحية امرأة ضابط، وهو عرف عسكري قديم جدا في كل العالم، وفي الوقت نفسه لا تردع وتمنع تلك العادات والأعراف والتقاليد نفسها كثيرا من المستترين وراءها والمتشدقين دائما بها من كسر واختراق شبه يومي لكل القوانين بأنواعها في البلد.
اما هؤلاء الذين ابتدأوا بممارسة هواية إطلاق الفتاوى وأفتوا بشأن عدم شرعية تحية الذكر العسكري للمرأة الضابط، فنقول لهم: أكرمونا بصمتكم، ولا شأن لكم بتحية عسكرية تنظمها قوانين الشرطة ورتبها التي هي جزء من قوانين مدنية وضعت لتنظيم حياة الشعوب، وما اقحامكم لما يسمى بمسألة ولاية الرجل على المرأة بالتحية العسكرية الا تأكيد على ان أفضل شيء اوجد في هذه الحياة هو فصل الدين عن الدولة، وخوفي ان تفتوا مستقبلا بعدم شرعية احترام الرجل لأمه او اخته وقريباته من النساء ولكل نساء العالم.
وألف تحية واحترام لكل ضابطة كويتية ولكل شرطية كويتية، حيث كن أجمل وابرز شيء في حفل التخريج الأخير لضباط الشرطة.