مخلد الشمري
على كل مواطن يطالب بالإصلاح أو يتحدث عن الإصلاح أو يكتب عن ضرورة الإصلاح أو يتألم من كثير من الأمور غير الصالحة، أن يبدأ بنفسه، فكثير منّا ساهم بتعمد أو بغير تعمد في إيجاد هذه الأمور السيئة التي يطالب ويتمنى المواطنون إصلاحها.
إن تحول المواطنة من السلبية الى المواطنة الإيجابية هو أول وأهم خطوة في طريق التغير حيث يرتكز عليها الإصلاح الذي يأمله كل مواطن يتألم من هذا الفساد الإداري العظيم والمؤلم، الذي نغلفه بإطلاق وصف كلمة فوضى عليه بسبب خجلنا الكبير منه، هذا الفساد الذي أصبح لا تستطيع حمله قوافل بعارين وليس البعارين فقط.
ورغم تباين الآراء حول التشكيل الحكومي الأخير، فأغلب المواطنين في الكويت غمرهم كثير من التفاؤل بهذا التشكيل الذي يبدو انه تشكل هذه المرة بعيدا عن المحاصصة وبعيدا عن ابتزاز البعض، بل لم يتجاوب الناس مع التشاكيل الوهمية المتعددة التي بثتها خدمات الـ «sms» التي أصبحت أسخف من أن يصدق سبق أخبارها أحد!
من يستمع الى الناس هذه الأيام يتأكد أن الغالبية الساحقة جدا جدا من مواطني البلد ذهقوا من ألاعيب وأساليب دغدغة المشاعر والعواطف والضحك على ذقون المواطنين وإلا لكان حديثهم عن ضرورة الإصلاح والتألم من الفساد والفوضى هو حديث وهمي وغير صادق وكاذب وغير حقيقي.
إن المواطنة الإيجابية هي أهم عنصر في الإصلاح، وهي هدف جميل ولكنه هدف يحتاج الى ضمير حي وايجابي وإصلاحي لكي يتحول هذا الهدف الى واقع جميل، ينعكس تلقائيا على البلد والمجتمع!