مخلد الشمري
لم يكن هناك داع أصلا لتلك الردود المتسرعة والمتشنجة التي صرح بها بعض نواب مجلس أمتنا ردا على الأباطيل التي نفث ونهق بها صداميون وبعثيون نفذوا خلسة ليكون لهم مكان ما في عراق ما بعد المشنوق صدام والذي كان تجاهلهم والتحقير من شأنهم هما أفضل رد «بليغ» على سموم ما نفثوا به، خاصة انهم لا يحملون اي صفة رسمية او لها القيمة تعطي قيمة لكلامهم حتى إن كان بعضهم ـ وللأسف ـ أعضاء في المجلس النيابي العراقي!
إن القرارات الدولية الخالدة والعظيمة ومنها وضع العراق تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، كانت قرارات مهمة وأكثر من ضرورية ـ يومها ـ لردع وتكبيل وإضعاف و«إنهاء» نظام الطاغية الحقير صدام بعد جريمته الكبرى التي لا تغتفر بحق بلد مسالم صغير المساحة اسمه الكويت لم يكن في أي يوم من الأيام سببا في إيذاء أحد في العالم!
إن الطريقة الذكية والحكيمة والحليمة جدا التي عالج بها أصحاب القرار في الكويت والعراق تلك الزوبعة التي افتعلها كالعادة بقايا أيتام صدام العلنيون «والسريون»، يجب ان تكون مثالا لكيفية التعامل مستقبلا مع أي سخافات وهرطقات سينفثها وسيطلقها بالتأكيد هؤلاء الأيتام عديمي الأخلاق والمقهورين قهرا والمحطمين نفسيا ومعنويا وماليا من اختفاء نظام صدام للأبد ـ وغير القادرين نهائيا ـ على استيعاب فكرة زوال نظام مُطعمهم المشنوق صدام من هذه الحياة!
إن العراق الحر الجديد ليس مسؤولا عن أفعال المقبور صدام، والكويت أيضا ليست بمسؤولة عن المشاكل الداخلية لعراق ما بعد صدام، وبالتفاهم الأخوي العقلاني «الشفاف» سيتغلب عقلاء وحكماء و«أصحاب القرار» في البلدين على كل اختلافات طبيعية في بعض المسائل او وجهات النظر تحدث بين كل بلدين جارين في العالم، ولا يجب اعطاء اهتمام اكثر مما يجب لأي تفاهات او زوابع غير منطقية يفتعلها وسيفتعلها مجددا غير الرسميين أو الحاقدون من غير الحريصين نهائيا على أن تكون هناك علاقة مميزة وأخوية وودية وطبيعية وهادئة بين البلدين، وخاصة تلك الهرطقات والزوابع والتفاهات التي لا معنى أو قيمة لها، والتي يفتعلها او يحرص عليها بين فينة وأخرى مزيفون من مدعي الوطنية في العراق الجديد ومدعي الخوف على مصالحه وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.