مخلد الشمري
العنوان استعرته من عنوان الحملة الاحتجاجية التي أعقبت ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة، تلك الاحتجاجات التي أظهرت بوضوح الفرق الكبير بين الشعوب التي يحمل أبناؤها في داخلهم للأبد جينات الثورة وعدم القبول الدائم بسلب الحقوق، وشعوب عربية، مستسلمة لخداع النفس وهائمة للأبد كما يبدو بالاستبداد وبالفقر وبالبصل ولا تحمل جينات وصفات أغلب أفرادها سوى القدرة على الرغي ـ والرغي وصف للكلام الفارغ الذي لا معنى أو قيمة له ـ الذي أدى بها الى أن تتبوأ بجدارة ما بعدها جدارة آخر الصفوف والمركز الأخير بين كل شعوب وأعراق وأجناس كوكب الأرض!
سبب استعارتي لهذا العنوان المثير واللافت للنظر والمميز جدا هو ليس مشاركة المحتجين الإيرانيين احتجاجهم، فهم ليسوا بحاجة لمساندة صوتية، لأنهم قادرون كما شاهد كل العالم على إسماع صوتهم المدوي الاحتجاجي لمتشددي إيران وللعالم مهما حاول المتشددون دون جدوى ومعنى حجب صور وأصوات المحتجين في زمن اكتساح ثورة الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا لكل مجتمعات ودول هذا العالم!
إن سبب استعارتي لعنوان حملة «أين صوتي؟» الاحتجاجية، هو الاحتجاج بصوت مدو على هؤلاء النواب الكويتيين الذين أضاعوا وقتنا وأصواتنا وأحلامنا وضاع وسط ضوضاء وإزعاج صراخهم ومهاتراتهم كل صوت وحديث منطقي وعاقل أراد تنبيههم لخطورة ممارساتهم وتحذيرهم بأنهم حادوا عن الطريق السليم «بسرعة»، ورجعوا لممارسة الأسباب التي حل من أجلها المجلس السابق بصورة «أسرع»، حتى أصبحنا نشاهد نائبا يعيّر نائبا آخر بأصله وبفصله تماما كالمعايرات التي يعاير بها طلبة المرحلة الابتدائية بعضهم البعض والمستمرة في مدارس الابتدائية وغير الابتدائية – وللأسف – حتى هذه الأيام!
فلا تتاجروا يا نواب بأصوات الصادقين من الناخبين وتستخدموها للغايات التي لم ينتخبوكم ويختاروكم من أجلها، واعلموا ان مهاتراتكم وضوضاءكم وممارساتكم التأزيمية والمشينة واستخدامكم لعبارات ومعايرات طلبة المدارس الابتدائية هي أقوى وأهم مسمار بدأتم تدقونه وبصوت عال في نعش ديموقراطيتنا، إن كذبنا وخدعنا أنفسنا قبل ذلك وتوهمنا أن ديموقراطيتنا حقيقية، ونوابنا نواب لا يشابهون طلبة المرحلة الابتدائية!